و هو مرض عصبي يؤدي الى موت الخلايا الدماغية تدريجياً, وهو اكثر شيوعاً بين كبار السن. و السبب الحقيقي وراء حدوث مرض الزهايمر غير معروف تماماً, و يُعتقد ان تشكل خثرات الأميلويد, و التشابكات الليفية العصبية, او الاسباب الوراثية يمكن ان تلعب دوراً هاماً في التسبب بحدوث مرض الزهايمر. و هو عادة ما يصيب كبار السن, الا انه يوجد نوع يدعى الزهايمر المبكر يصيب الاشخاص بعمر ال30 عام, و هو مرض مُحدث من قبل جينات معروفة و لا علاقة له بعمر المريض كما في حال الزهايمر الناجم عن الشيخوخة. و يعاني الاشخاص المصابين بالزهايمر من النسيان المعتدل, و الارتباك. و تصبح الاعراض اكثر وضوحاً مع تقدم المرض و تموت الخلايا الدماغية, حيث يلاحظ على المريض عدة اعراض مثل نسيان الاماكن التي زارها, و المحادثات التي اجراها مع الاشخاص. و في المراحل المتقدمة يمكن ان يؤثر الزهايمر على طريقة التفكير, و اصدار الاحكام, و يسبب مزاج و سلوك متغير.
و مع تقدم العلم والتكنولوجيا, لا يزال السبب الرئيسي لحدوث الزهايمر غير معروف, فهناك العديد من الامور التي تلعب دورا في تطوره مثل الوراثة, العوامل البيئية, و نمط الحياة. و يعتقد العلماء ان نشوء بنى غير طبيعية في الدماغ يمكن ان تحدث تموت في الخلايا مثل خثرات الاميلويد و التشابكات الليفية العصبية.
خثرات الاميلويد :
هي كتل غير قابلة للانحلال تتألف في معظمها من شظايا بروتينية, و تقوم بترك مادة ضارة للغاية خارج و حول الخلايا العصبية في الدماغ. و الاشخاص المصابين بمرض الزهايمر لديهم تراكم بهذه الكتل في الحصين, و هو الجزء من الدماغ المسؤول عن تخزين الذكريات على المدى القصير و الطويل الامد. و يمكن لقدرة الفرد على ممارسة النشاطات اليومية ان تتأثر بعد تضرر الحصين, فكل ما يفعله ينطوي على اكتساب و تخزين و استرجاع الذكريات.
التشابكات الليفية العصبية :
الخلايا العصبية في الدماغ لديها نظام نقل خاص يسمى الانابيب الدقيقة, و هذا النظام مشابه لنظام خطوط السكك الحديدية, حيث يقوم بتوجيه و نقل المواد الغذائية, الجزيئات, او المعلومات من خلية الى اخرى. و تحافظ هذه الانابيب على استقرارها عن طريق وجود بروتين هام يسمى tau. و المواد الكيميائية المصنوعة من قبل هذا البروتين تتغير عند المرضى المصابين بالزهايمر, و تصبح خيوط هذا البروتين متشابكة و ملتوية و غير مستقرة و بالتالي تتفكك مما يؤدي الى انهيار نظام النقل العصبي بأكمله. و هذه السلسلة من الاحداث قد تكون مرتبطة بظهور اول علامات مرض الزهايمر, و هي فقدان الذاكرة.
علم الوراثة :
يعتقد الباحثون ان الجينات تلعب دوراً هاماً في حدوث مرض الزهايمر. فعند كبار السن يتوضع الجين المسؤول على الصبغي 19, و يدعى apolipoprotein E , و هناك ايضاً احد الجينات التي تم تشخيصها حديثاً, و التي يمكن ان تزيد من خطر حدوث الزهايمر, و تدعى CD33, حيث تتسبب بقيام الجسم بعدم القضاء على خثرات الاميلويد مما يؤدي الى تراكمها وبالتالي تدهور الخلايا العصبية في الدماغ.
علم الوراثة و الزهايمر المبكر :
حددت الدراسات الجينية ان الزهايمر المبكر مرتبط بثلاثة جينات مختلفة و هي :
- APP (على الصبغي 21)
- PSEN1 (على الصبغي 14)
- PSEN2 (على كروموسوم 1)
و يعتقد ان هذه الجينات مسؤولة عن حدوث الزهايمر المبكر في سن ال30. حيث تساعد هذه الطفرات في انتاج بروتين الاميلويد و بالتالي تزيد من تشكل خثرات الاميلويد.
الوقاية :
على الرغم من عدم وجود دواء شافي للزهايمر, الا انه يمكن تقليل مخاطر الاصابة به من خلال اتباع ما يلي :
– اتباع نظام غذائي صحي.
– الحفاظ على وزن مثالي.
– الاقلاع عن التدخين.
– ممارسة الانشطة البدنية بانتظام (150 دقيقة في الاسبوع).
– تناول الاطعمة التي تحتوي على حموض اوميغا 3 الدهنية مثل السلمون. و تناول مكملات زيت السمك.
– تدريب الدماغ عن طريق حل الالغاز و التمارين العقلية الاخرى, و تحسين وظائف الادراك.