كتب ـ محمود كرم الدين
لخبراء العلاج الطبيعي نصائحهم بشأن الالتهابات، تعد التهابات الأعصاب من الأمراض التي تسبب الآلام الشديدة للمرضى، ومن أجل صحة أفضل حرص أطباء العلاج الطبيعي على توجيه العديد من الإرشادات للوقاية من هذا المرض للأصحاء، ولسرعة تحسن الحالة للمرضى المصابين بهذا المرض، وقد كانت الدكتورة بافلينا مومبو كوفا ضيفة برنامج العلاج الطبيعي على قناة الصحراء الفضائية، الذي يقدمه ديربي الأحمد، وكان لها العديد من النصائح الهامة في هذا الصدد.
ما هو التهاب الأعصاب؟
التهاب الأعصاب التهاب يصيب الأغشية المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي ويمكن أن ينتج عن حدوث عدوى جرثومية أو فيروسية أو فطرية ويمكن معرفة ذلك من خلال الوسائل الطبية المختلفة.
ومن الوسائل الطبية التي يمكن كشف التهاب الأعصاب بها، مزرعة البكتيريا التي تحدد نوع البكتيريا المسببة للاتهاب، وبالتالي تحديد المضاد الحيوي المناسب لنوع البكتيريا الذي تم اكتشاف نوعه.
وفي كل الأحوال لا يجب تناول أي مضاد حيوي إلا تحت إشراف طبيب متخصص، وكذلك عمل فحوصات لازمة، وكذلك لا يتم تكرار العلاج إلا تحت إشراف الطبيب.
أعراض هذا المرض
هناك العديد من الأعراض المحددة وقد تشترك تلك الأعراض مع أمراض أخرى، فقد تنتج عن أمراض مختلفة، ولكن في حالة ظهورها وتكرارها يجب مراجعة الطبيب المتخصص حتى يتم تحديد المرض والوصول للتشخيص السليم. وتلك الأعراض سنوجزها في السطور القادمة.
عرض الصداع الشديد
التهاب الأعصاب ينتج عنه صداع شديد، وهذا الصداع قد يأتي على فترات متباعدة، وقد يأتي بفترات متقاربة، ويجب في حالة تكراره العرض على طيب متخصص وعدم الاكتفاء بتناول العقاقير المسكنة، وذلك حتى لا تحدث مضاعفات للحالة.
عرض التقيوء
والتقيوء يحدث عند التهاب الأعصاب لاضطراب الدي يصيب الجهاز الهضمي بسبب التهاب الأعصاب، ولكن التقيوء قد يحدث نتيجة أمراض أخرى، مثل وجود قرحة في المعدة، أو عدوى بكتيرية تصيب المعدة وتؤدي إلى التقيوء، ولكن في حالة ظهور هذا العرض، يجب وضع مرض التهاب الأعصاب في الاعتبار عند التشخيص.
وفي كل الأحوال يجب عدم التسرع في التشخيص عند وجود أي عرض من الأعراض وذلك حتى يتمكن المريض من الحصول على التشخيص المناسب.
عرض آلام في الرقبة
وآلام الرقبة تنتج في حالة مرض التهاب الأعصاب حين يكون العصب الملتهب قريب من الفقرات العنقية، وهي تنتج من العادات السلوكية الخاطئة التي يقوم بها الإنسان أثناء الجلوس أو المشي، حين يقوم بوضع الرقبة في وضع غير صحيح أثناء القراءة أو الكتابة أو التحدث في المحمول، في البداية تحدث تلك الآلام لتنبيه الإنسان بأن الوضع الخاطئ للرقبة يمثل عبء على الأعصاب، وفي حالة استمرار السلوك الخاطئ، وعدم تغيير العادة السلبية، قد تحدث بعض التشوهات في العظام وذلك لأن الجسم يلجأ للتكيف مع الوضع الخاطئ بتغيير شكل العظام.
وهذا مثل ما يحدث عندما نجد بعض الانحناءات في العمود الفقري عند بعض الأشخاص عند المشي، فهذا ينتج من قيامهم بسلوكيات خاطئة في الجلوس بعدم الحفاظ على استقامة الظهر، بما ينتج عنه ضغط على العضلات والأعصاب، فيقوم الجسم بعمل تكيف مع الوضع الخاطئ بعمل انحناءات للعظام حتى لا يستمر الضغط على الأعصاب بالعمود الفقري.
أعراض أخرى
هناك أعراض أخرى قد تصيب مريض التهاب الأعصاب، منها الشعور بالإعياء وفقدان الشهية، والشعور بالعطش بنسبة أقل من الطبيعي وقلة التركيز وبعض الآلام الأخرى التي قد يشعر بها من وقت لآخرى، ويجب عند ظهورها وتشخيص المرض البدء فوراً في خطوات العلاج حتى لا تتفاقم الحالة وتحدث مضاعفات.
بعض السلوكيات التي تساهم في انتشار المرض
هناك عوامل خطرة يمكن أن تساهم في انتشار المرض دون وعي من المريض بخطورتها وتلك العوامل سنوجزها في السطور التالية.
التأخر في مواعيد التطعيمات للأطفال
يمكن أن تحدث الإصابة البكتيرية أو الفيروسية المسببة لمرض التهاب الأعصاب نتيجة التأخير في التطعيمات التي يجب إعطاؤها للأطفال، بما يعطي فرصة للفيروسات والبكتيريا بالعمل والنشاط داخل جسم الطفل، خاصة إذا كان الطفل كثير اللعب وكثير التعرض للأتربة والميكروبات، فيجب حمايته بتطعيمه في المواعيد السليمة حتى يستطيع جسمه مقاومة الميكروبات والفيروسات والفطريات المسببة لمرض التهاب الأعصاب.
التواجد في الأماكن المزدحمة
إن التواجد في الأماكن المزدحمة يساهم في انتشار مرض التهاب الأعصاب، وذلك لأن هذا المرض ينتج من العدوى البكتيرية والفيروسية، ويعد المكان المزدحم بيئة صالحة جداً لانتشار الأمراض، خاصة إذا كانت الغرفة مغلقة وغير جيدة التهوية، حينها تتضاعف فرص انتشار البكتيريا والفيروسات المسببة للمرض، وتزيد احتمالات الإصابة بمرض التهاب الأعصاب.
ضعف الجهاز المناعي
إن ضعف الجهاز المناعي من الأسباب التي تعمل على وجود مرض التهاب الأعصاب، وقد يحدث ضعف جهاز المناعة من عدة أسباب، منها ما هو وراثي، كأن يكون الأب أو الأم مصابين من قبل بمرض مناعي، حينها لا تقوى دفاعات المناعة الجسدية من مقاومة الفيروسات والبكتيريا المسببة للمرض.
عدم الحفاظ على النظافة الشخصية
إن الحفاظ على النظافة الشخصية من العوامل المساعدة جداً في عدم الإصابة بمرض التهاب الأعصاب، وذلك لأن النظافة الشخصية حين لا يتم رعايتها من جانب الإنسان تسبب له التعرض لاستخدام أدوات ملوثة بالعديد والعديد من أنواع البكتيريا، ومنها البكتيريا المسببة لمرض التهاب الأعصاب.
ومن العادات التي تعرض النظافة الشخصية للخطر، استخدام مناشف سبق استعمالها من آخرين، واستخدام أدوات حلاقة الذقن أكثر من مرة بعد تعرضها للبكتيريا، أو استخدام نفس أدوات حلاقة الشعر لأكثر منن شخص بنفس الأدوات، وخلاف ذلك من العادات الخاطئة.
مضاعفات هذا المرض
من مضاعفات مرض التهاب الأعصاب، إصابة المرضى بصعوبة السمع والتحرك والتشنجات، وغيرها من العادات المصاحبة حسب نوع العصب الملتهب والعضو المتصل به بالإنسان، فإن كان الالتهاب في عصب السمع سيتأثر السمع، وإن كان في عصب البصر، سيتأثر البصر وهكذا.
كيف يمكننا أن نجنب هذا المرض؟
من المهم أن نهتم جيداً بالعناية الشخصية والنظافة جيداً وكذلك النظافة في تحضير الطعام والحفاظ على النظافة الشخصية والحرص الشديد في حالات الإصابة بضعف جهاز المناعة، وعدم الاكتفاء بالمسكنات عند ظهور أي عرض من الأعراض والتوجه فوراً للطبيب لوصف العلاج.
دور العلاج الطبيعي في علاج التهاب الأعصاب
إن للعلاج الطبيعي دور كبير في علاج حالات التهاب الأعصاب، وذلك عن طريق وضع برنامج علاج طبيعي للمريض، يقوم به فريق من أطباء العلاج الطبيعي، وذلك بعد الاطلاع على التاريخ المريضي للمريض، ومعرفة مدى إصابته بالأمراض المزمنة مثل السكر والضغط والقلب، ووضع برنامج علاج طبيعي خاص بهذه الأمراض.
كما أن العلاج الطبيعي لا يقتصر دوره على مجرد إعادة العضو المتأثر للحركة، ولكن هناك نوع من العلاج الطبيعي اسمه العلاج الوظيفي، يحرص المختص فيه بالقيام بمتابعة المريض وتدريبه حتى يجد المريض قد تدرب على حركة جسده بشكل مناسب.
ويقع على عاتق فريق العلاج الطبيعي مهمة أكثر أهمية مع المريض وهي الحفاظ على إرادته عالية طوال مدة البرنامج التي قد يصيبها بعض النقص والإحباط بسبب تأخر التحسن عما كان يتوقعه المريض، فيتجه لليأس من الشفاء ومحاولة عدم استكمال البرنامج العلاجي.