تجاوز عدد سكان العالم منذ عامين السبعة مليار نسمة ( 7000 000 000 ) و يأتي هذا بفضل التقنيات الحديثة في العلاج و الالقاح و الاكتشافات الطبية و تطبيق مبادئ الصحة العامة بشكل واسع حول العالم فبات الانسان يعمر سنين طويلة بعد سن الاربعين الذي كان يعتبر متوسط عمر الانسان القرن الماضي اذ ان الامراض التي كانت منتشرة أدت الى الوفاة بعمر مبكر ( و الأعمار بيد الله ) . و قد يؤدي هذا الارتفاع في عدد السكان الذي جاء نتيجة اكتشافات ايجابية الى نتائج سلبية او حتى كارثية في المستقبل فالفجوة بين الفقراء و الاغنياء حول العالم في اتساع حيث أن الغني يزداد غنى و الفقير يزداد فقرا.
و مع أن عمر الانسان ايضا ماض الى ارتفاع الا ان هذا الارتفاع يترافق مع ازدياد في عدد المصابين بالامراض المزمنة كالسكري و السرطان و داء القلب و الخرف و السمنة المزمنة و الامراض العضلية الهيكلية و غيرها ما يعني حاجة اكبر الى العناية بهم صحيا و طبيا ما يشكل عبئا اكبر على الانظمة القائمة خصوصا الفقيرة منها.
و يعاني العالم الآن من نقص كبير في الاخصائيين بمجال الصحة ( على سبيل المثال كل طبيب في افريقيا مسؤول عن علاج 1000 مريض بينما يعالج 24 طبيبا نفس العدد من المرضى في القارة الامريكية و تظهر الاحصائيات بأن 75% من دول العالم تعاني من نقص في العاملين في المجال الصحي) و لهذا ستزداد الخدمات الصحية غلاء و سيصعب في المستقبل على الفقراء الحصول على الرعاية الصحية التي يستحقونها و سيؤدي هذا الى انتشار الامراض و الموت بين فئات معينة من المجتمع دون غيرها.
في العالم المثالي ينعم الناس بصحة جيدة و برعاية طبية متكاملة و بتناسب بين عدد موظفي الصحة و عدد الناس المطلوب العناية بهم, الا ان البيانات تشير الى أن عالمنا الحقيقي يسير باتجاه عكسي حيث أن عدد المواطنين سيزداد و لن تكفيهم اليد العاملة الصحية في الوقت المناسب و السعر المناسب. و الحل يكمن في التثقيف و التوعية للاجيال القادمة و الشباب بأن كثرة الانجاب و كثرة الاولاد ليست الآن خيارهم الاكثر حكمة و على المواطنين الاستفادة و التعلم من الحملات التثقيفية التي تقوم بها منظمات تنظيم الاسرة الحكومية حيث أنها مبنية على دراسات و احصاءات تهدف بمعظمها الى تلافي الوصول الى المستقبل الاسود الذي رسمته لكم في هذه المقالة.
هذا الموضوع للنقاش, بانتظار تعليقاتكم.