تمر علينا و على بلادنا أيام صعبة ما تخيلنا أن نصلها في يوم من الأيام, و كثرت في حياتنا الهموم و الضغوط النفسية و المشاكل الحياتية ما أدى الى انخفاض مستوى صحتنا العامة الى درجة أصبحت فيها الأزمات القلبية (الاحتشاء, الجلطة, angina) تصيب من هم في العشرينات من عمرهم عدا عن اصابتهم بالبدانة أو الهزالة (بحسب رد فعل جسمهم تجاه الضغط النفسي) و الصلع و الشيب المبكرين و الأمراض المناعية الوراثية التي يلعب الضغط النفسي دوراً في اطلاق شرارتها الاولى.
و يكفيك أن تطالع الشبكات الاجتماعية و التعليقات التي ترد على الأخبار السياسية و الدينية و الصحية و الفنية و غيرها لتعرف درجة الازمة النفسية التي يعيشها الناس. فملؤ هذه التعليقات شتائم و شماتة و تهديد ووعيد و اتهامات ترمى يميناً و شمالاً تقود بقارئها الى احاسيس مختلطة اخطرها الاحساس بالخوف, و الوحدة, و الغضب, و القرف, و اليأس! و هذه المشاعر السلبية تؤثر على الصحة بشكل مباشر, و تزيد من عزلتك و حزنك و أحياناً من عدوانيتك ما يسبب الأذى لك و لمن حولك و يضعف مناعتك و يجعلك مؤهباً للاصابة بالأمراض المختلفة لأهون سبب.
و لعلَّ تعلقنا الزائد بالشبكات الاجتماعية حرمنا من جزء هام من حياتنا ألا و هو التواصل الحقيقي لا الافتراضي! الانسان مخلوق اجتماعي و لا يكفيه أن يدردش مع فلان أو فلانة على الانترنت و يتابع اخبار فلان او فلانة دون أن يلتقي بهم وجهاً لوجه, يسمع صوتهم, يسلم عليهم, يقرأ تعابير وجههم و يحضنهم ان كانوا عزيزين عليه عند اللقاء و عند الفراق و في هذا نفع كبير للصحة النفسية و الجسدية معاً فالصداقة:
- تزيد الشعور بالانتماء الى الجماعة و بوجود هدف له.
- تزيد الشعور بالسعادة و الأمان و تخفيف الضغط النفسي.
- تزيد من شعورنا بالثقة بالنفس و بقيمتنا عندما نلتقي بمن يعزّنا.
- يساعدنا لقاء اصدقائنا في مواساتنا في محننا و الأزمات التي نمر بها فالصديق وقت الضيق.
- تساعدنا الصحبة الصالحة على التخلص من العادات المنبوذة اجتماعياً عبر تعاون الاصدقاء فيما بينهم و تشجيع بعضهم بعضاً على هذا.
من هو اذاً صديقي المثالي؟
قد يكون أصدقائك من اهلك, من اقربائك, من جيرانك أو ممن تعمل أو تدرس معهم! لا يمكن أن تقول بأن فلان صديقي على الفيسبوك أو على التويتر او غيره من المواقع فهم لم يجتازوا اختبار الحياة لصداقتكم و انت لا تعرفهم حق المعرفة و لهذا لن يكونوا بقدر النفع الذي يكون عليه صديق تلتقيه بشكل منتظم.
ما هو عدد الأصدقاء الكافي؟
أصبح كسب الاصدقاء على الانترنت شيئاً سهلا, فبضغطة زر يصبح لديك صديق و في غضون يومين تملك عشرات او مئات الاصدقاء و ينمو لديك الشعور بحاجتك الى ارضائهم جميعاً فتنشر شيئاً يناسب بعضهم فيعجبون به و لا يلائم غيرهم فيذموك فتدخل في في دوامة من الحذف و التعديل و المجادلة التي تنتهي بك مهموماً أو غاضباً أو قلقاً و هذا الأمر سيء لصحتك. عدد الاصدقاء الكافي لك هو عدد الذين يحبونك لذاتك و يتفقون معك في آرائك و يشجعونك أن كنت صالحاً و يردونك عن الخطأ إن انت اخطأت و لا تُفكر بأن ايجادهم امر صعب و لا تحصر نفسك في مجموعة لا تناسب افكارك و ذوقك و آراءك خوفاً من الوحدة, ففي العالم 420 مليون شخصاً يتحدث العربية, و ستجد منهم من يناسبك و لو بعد حين.
كم مرة أزور اصدقائي؟
من الجيد أن تكون لديك برامج روتينية تقوم بها مع اصدقائك بشكل اسبوعي او شهري. خصص لهم يوماً كل اسبوع على الأقل تقومون به بنشاط تتفقون عليه و يعود بالتسلية و السعادة عليكم جميعاً و لا تنسى ان تصل رحمك أيضاً, فإن لم يكن أقرباؤك يشاركونك نفس الافكار, شاركوك نفس الدم و الاصل.
ملاحظة: عنوان المقالة تعبيري فقط و نحن لا نطلب منك أن تقوم بزيارة صديقك الآن فعلاً ان لم يكن الوقت و الظرف مناسبين في بلدك.