يعتبر السحور أحد الامور المهمة التي اوصى بها النبي صلى الله عليه و سلم في رمضان,فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { تسحروا فإن في السحور بركة }, و قَال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” تَسَحَّرُوا فَنِعْمَ غِذَاءُ الْمُسْلِمِ ، تَسَحَّرُوا فَإِنَّ اللَّهَ يُصَلِّي عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ ، تَسَحَّرُوا وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ ، وَلَوْ بِكَسْرَةٍ ” (حديث مرفوع). فما أهمية السحور لجسد الصائم؟
لاجابة هذا دعونا نتعرف على عملية تدعى الاستقلاب metabolism أو الايض أو التمثيل الغذائي, و هي مجموعة من التفاعلات الكيميائية التي تحدث في الكائنات الحية لتحليل المواد الغذائية المختلفة بواسطة العوامل الإنزيمية بغرض الحصول على الطاقة أو بناء الأنسجة. و يقصد بالاستقلاب تلك العمليات البيوكميائية التي تتم داخل الجسم عندما يقوم ببناء الأنسجة الحيّة من مواد الطعام الأساسية ومن ثم يفككها لينتج منها الطاقة, ويحتاج ذلك إلى عملية هضم الطعام في الأمعاء وامتصاص خلاصاتها وتخزينها كمرحلة انتقالية لدمجها في أنسجة الجسم ثم تفكيكها إلى ماء وثاني أكسيد الكربون, فالطاقة التي تتولد من الاستقلاب لا تتحول كلها إلى حرارة بل تخزن داخل الخلايا وتستخدم عند الحاجة و تذكر هذه النقطة التي سنناقشها مجدداً في الأسفل.
تنقسم تفاعلات الاستقلاب إلى:
1- تفاعلات الهدم (Catabolism) : حيث يتم تكسير المواد الغذائية الرئيسية سواء كانت كربوهيدرات أو بروتينات أو دهون خلال طرق مختلفة من التفاعلات الحيوية إلى جزيئات بسيطة وينتج عن ذلك الحصول على الطاقة.
2-تفاعلات البناء (Anabolism): الجزيئات البسيطة الناتجة من عملية الهدم يمكن استخدامها كنواة لبناء مواد أكثر تعقيداً سواء كانت بروتينية أو أحماض نووية من خلال سلسلة من التفاعلات وذلك لبناء الأنسجة و تستهلك طاقة في تلك التفاعلات.
ماذا يحدث اثناء الجوع؟
يدخل جسم الانسان عند الامتناع عن تناول الطعام لفترات طويلة ,كما يحدث أثناء الصيام, في حالة استقلابية بطيئة بهدف الحفاظ على اكبر قدر ممكن من الطاقة و يبدأ الجسم باستعمال مخزونه من السكر و الشحوم كمصدر بديل للطاقة الى أن يقوم المرء بتناول الطعام مجدداً. و عادة ما يبدأ الاحساس بالجوع بعد مرور 6 ساعات على تناولك لآخر وجبة طعام و بعد مرور 12 ساعة يبدأ الجسم بالبحث عن مصادر طاقة جديدة عبر دخوله في حالة الهدم Catabolic State فيقوم بتحطيم الانسجة الدهنية التي قام ببنائها و تخزينها و يبدأ باستخدامها كمصدر بديل للطاقة و لكن الجسم يقوم أيضاً عند مرور فترة طويلة على الجوع بتحطيم النسيج البروتيني ايضاً و هو النسيج الاساسي المكون للعضلات و يعتمد الجسم على النسيج البروتيني بشكل كبير في أول 72 ساعة جوع و من ثم يبدأ بالمحافظة على البروتين و تخفيض استهلاكه و التحول الى صرف الدهون مجدداً.
ما فائدة السحور اذا في هذه الحالة؟
ان تناولك لوجبة السحور يؤخر من دخول جسمك في حالة الهدم و بالتالي يحد من خسارة جسمك للبروتين الذي يكسبنا الوزن الصحي و يحد من تخزين الجسم للشحوم التي كان سيخزنها عند تناولنا وجبة الافطار ليتعامل مع نوبات الجوع الطويلة. و هذا الأمر مهم جداً لمن يودون خسارة وزنهم الزائد و من يودون زيادة وزنهم ايضاً اذ أن تناول وجبة السحور سيحافظ على نسيجهم العضلي و يقيه من الهدم و يجعل جسدهم يحرق الدهون المخزنة لهذا الغرض.
ماذا اتناول على وجبة السحور؟
لك حرية اختيار ما تتناوله على وجبة السحور مادامت الوجبة تراعي التالي:
- لا تتناول وجبة عالية الشحوم (مثلاً: الزيت, السمن , الزبدة)
- لا تتناول وجبة عالية السكر (مثلاً: مربى, حلويات, شاي او عصائر كثيرة الحلاوة)
- لا تأكل حتى التخمة.
- أفضل ما يلائم وجبة السحور بدون تفريط هو نوعين على الأقل من التالي : الخبز, التمر, اللبن, سلطة خضار قليلة الحمض, الماء, عرق السوس لمن لا يملك مضاد استطباب, البيض لمن لا يملك مضاد استطباب, الفواكه اسفنجية القوام كالتفاح و الاجاص, المكسرات الغير مملحة.
لديكم اقتراحات لوجبات سحور تناسب الجميع؟ شاركونا بالتعليق!
و كل عام و انتم بألف خير.