الحارش هو مرض غير معدي و اول ما ظهر في المناطق الاستوائية، سببه بكتيريا تدعى الشعية الفطرية و هي جنس من البكتيريا يتبع للفصيلة الشعاوية من رتبة الشعيات, و تؤدي الاصابة بها الى قروح او خراجات في انسجة الجسم الرخوة. فهي تصيب عادةً : الفم, الانف, الحلق, الرئتين, المعدة, الامعاء. و نادراً ما تظهر في مكان آخر من الجسم, و مع ذلك فإنه يمكن ان تنتشر من مناطق الاصابة الاولية الى اجزاء اخرى من الجسم و تسبب اضرار اخرى.
ما هي اعراض مرض الحارش ؟
في حال اصابة انسجة الفم, يمكن ان يسبب ما يعرف باسم (الفك الأكتل), وهو تشكل نتوء صلب في الفك و غير مؤلم بالعادة. و مع ذلك يمكن ان يسبب خراج مؤلم يظهر في البداية على شكل كدمة حمراء في موقع الاصابة. و يمكن ان تشمل الاعراض ايضاً تقلصات في عضلات الفك, بحيث لا يستطيع المريض فتح فمه بطريقة طبيعية. و الاعراض الاخرى للاصابة بداء الشعيات هي :
- حمى
- فقدان الوزن
- كتل على الرقبة او الوجه.
- قروح جافة على الجلد.
- جفاف شديد في الجيوب الانفية.
- سعال
- الم في الصدر.
ما سبب حدوث مرض الحارش ؟
الحارش هو مرض نادر الحدوث, تنتشر فيه الاصابة ببطء شديد و كان يُعتقد منذ القدم ان داء الشعيات سببه عدوى فطرية, الا انه تم اكتشاف عائلة جديدة من البكتيريا تدعى باسم الشعيات. و تشمل هذه العائلة ما يلي:
- شعية إسرائيلية (الاسم العلمي: Actinomyces israelii)
- شعية أوروبية (الاسم العلمي: Actinomyces europaeus)
- شعية جورجية (الاسم العلمي: Actinomyces georgiae)
- شعية جونسونية (الاسم العلمي: Actinomyces johnsonii)
- شعية سلاكية (الاسم العلمي: Actinomyces slackii)
- شعية فونكية (الاسم العلمي: Actinomyces funkei)
- شعية لزجة (الاسم العلمي: Actinomyces viscosus)
- شعية ميارية (الاسم العلمي: Actinomyces meyeri)
- شعية نوية (الاسم العلمي: Actinomyces neuii)
- شعية هونغ كونغية (الاسم العلمي: Actinomyces hongkongensis)
- شعية هويلية (الاسم العلمي: Actinomyces howellii)
هذه البكتيريا تعيش بشكل طبيعي في تجاويف الجسم مثل الانف و الحلق, و لا تسبب بالعادة اية اصابة ما لم تخترق بطانة هذه التجاويف.
عوامل الخطورة :
- ضعف الجهاز المناعي نتيجة الادوية او اية مرض آخر.
- سوء التغذية.
- اهمال تنظيف الاسنان بعد عمل جراحي في الفم او تعرض الفك لإصابة.
كما ان احد اكثر الاسباب شيوعاً لحدوث داء الشعيات هو خراج الاسنان, و النساء اللاتي استخدمن (اللولب) داخل الرحم لمنع الحمل ايضاً هم عرضة للاصابة.
التشخيص :
عادة ما يتم تشخيص داء الشعيات من خلال اخذ عينة من سائل او نسيج من المنطقة المتضررة, و يستخدم الطبيب المجهر لفحص العينة والبحث عن وجود بكتيريا الشعيات.
العلاج :
المضادات الحيوية هي العلاج الاساسي لداء الشعيات و الجرعات العالية من البنسلين عادةً ماتكون ضرورية لعلاج الاصابة. و في حال كان المريض يعاني من حساسية تجاه البنسلين سيتم اعطاءه مضادات حيوية اخرى, مثل :
- تتراسكلين
- كليندامايسين
- اريثرومايسين
و يمكن ان يستغرق العلاج فترة طويلة تصل الى سنة كاملة للشفاء الكامل من الاصابة. و اذا كان سبب الاصابة بالعدوى هو اللولب الرحمي ينبغي ازالته و ذلك لتجنب تفاقم الاصابة. كما يجب اخبار الطبيب فور حدوث اية اعراض بوقت مبكر, فالعلاج يقلل من احتمال الاصابة المتفاقمة و التي تتطلب عادةً اجراء عمل جراحي.
المضاعفات:
تبدأ الاصابة في الانسجة الرخوة, لكنها يمكن ان تنتقل للعظام المحيطة اذا لم يتم العلاج. و عندها سيلزم اجراء عمل جراحي لإزالة العظام المصابة. و في بعض الحالات النادرة تنتقل البكتيريا من الجيوب الانفية الى الدماغ مما يؤدي للإصابة بالتهاب السحايا.
الوقاية :
تعتبر العناية بنظافة الفم و الاسنان احد افضل الطرق الوقائية من داء الشعيات. و على الفرد بشكل عام ان يزور طبيب الاسنان بين كل حين و الآخر بحيث يمكن اكتشاف حدوث اية مشاكل قبل تفاقم الاعراض.