يحدث سرطان الغدة الكظرية عندما تتشكل خلايا غير طبيعية, او تصاب الغدة بنقائل ورمية. و هناك غدتان كظريتان في الجسم, كل واحدة تقع فوق كلية. و عادة ما يصيب سرطان الغدة الكظرية الطبقة الخارجية منها, او قشرة الغدة الكظرية و يتظاهر على شكل ورم خبيث. و الاورام الحميدة صغيرة نسبياً, و عادة ما يكون قطرها اقل من 5 سم, و معظم الناس الذين يعانون من هذا النوع من الاورام لايظهرون اية اعراض. و عادة ما تحدث الاورام الحميدة في غدة كظرية واحدة فقط, و لكنها يمكن ان تظهر على الاثنين معاً في حالات نادرة. اما سرطان قشرة الكظر عادة ما يكون اكبر من الاورام الحميدة بكثير, ففي حال كان قطر الورم اكبر من 5 سم, فعلى الارجح ان يكون سرطاني, و في بعض الاحيان يمكن ان يكبر الورم بما يكفي للضغط على الاعضاء الاخرى مما يسبب المزيد من الاعراض. كما ان هذا الورم يمكنه ان ينتج احياناً هرمونات تحدث تغيرات عديدة في الجسم. فإذا كان الشخص يعاني من سرطان في الغدة الكظرية, و لم يكن الورم ذاتي المنشأ, فهو على الارجح ناتج عن نقائل سرطانية من الثدي, المعدة, الكلية, الجلد, و الغدد اللمفاوية.
ما هي اعراض الاصابة بسرطان الغدة الكظرية؟
تشمل الاعراض انتاج فائض من الهرمونات, و هي الاندروجين, الاستروجين, كورتيزول, و الالدوستيرون. و قد تحدث الاعراض نتيجة الانضغاط المطبق على الاعضاء المجاورة. و ان اعراض فرط الاندروجين و الاستروجين اكثر وضوحا عند الاطفال من الكبار, و ذلك لان التغيرات الجسدية لديهم اكثر وضوحا خلال فترة البلوغ, و تشمل العلامات عند الاطفال ما يلي:
– نمو شعر مفرط في العانة, تحت الابط, و الوجه.
– تضخم العضو الذكري
– تضخم البظر
– ضخامة الثديين عند الاولاد.
– بلوغ مبكر عند الاناث.
و في حوالي نصف الحالات لاتظهر اعراض سرطان الغدة الكظرية حتى يصبح الورم كبيراً بما فيه الكفاية للضغط على الاجهزة الاخرى. و النساء اللاتي يعانين من زيادة في هرمون الاندروجين قد يلاحظن نمو زائد في اشعار الوجه, او خشونة في الصوت. و الرجال الذين يعانون من زيادة في هرمون الاستروجين قد يلاحظون زيادة في حجم الثدي. و يمكن ان تشمل بعض الاعراض الاخرى لسرطان الغدة الكظرية الذي يسبب زيادة في افراز الكورتيزول و الالدوستيرون عند البالغين ما يلي:
– ضغط دم مرتفع
– ارتفاع في نسبة السكر في الدم.
– زيادة في الوزن.
– دورة شهرية غير منتظمة.
– كآبة.
– كثرة التبول.
– تشنجات في العضلات.
– سهولة الاصابة بكدمات.
عوامل الخطورة :
وفقا لجمعية السرطان الامريكية فإن حوالي 85% من اسباب حدوث سرطان الغدة الكظرية غير معروف, و حوالي 15% من الاسباب تحدث بسبب اضطراب وراثي. و هناك بعض الظروف التي يمكن ان تضع الفرد في خطر الاصابة بسرطان الغدة الكظرية, و تشمل :
– متلازمة Beckwith-Wiedemann, و هو اضطراب نمو غير طبيعي في الجسم و الاعضاء, و الافراد الذين يعانون من هذه المتلازمة, معرضون لخطر الاصابة بسرطان الكلية و الكبد.
– متلازمة Li-Fraumeni, و هو اضطراب وراثي يسبب زيادة في خطورة الاصابة بالكثير من انواع السرطان.
– غدوم بوليبات عائلي, و هو مرض ورثي يتميز بحدوث اعداد كبيرة من الاورام الحميدة في الامعاء الغليظة, و يحمل مخاطر عالية للاصابة بسرطان القولون.
– تكون الورم الصماوي المتعدد MEN1, و هو مرض وراثي يؤدي لحدوث العديد من الاورام سواء الحميدة او الخبيثة في الانسجة التي تنتج الهرمونات مثل الغدة النخامية, الغدة الدرقية, البنكرياس.
– التدخين ايضاً يزيد من خطر الاصابة بسرطان الغدة الكظرية.
التشخيص :
يقوم الطبيب بالتحقق من التاريخ الطبي للمريض, و اجراء فحوص بدنية, تحليل دم, و تحليل بول. و قد يطلب الطبيب اجراء المزيد من الفحوص مثل :
– اجراء خزعة موجهة بالتصوير.
– فحص امواج فوق صوتية.
– فحص تصوير المقطعي المحوسب.
– تصوير مقطعي بالإصدار البوزيتروني.
– تصوير الرنين المغناطيسي.
– تصوير الغدة الكظرية.
ما هو علاج سرطان الغدة الكظرية ؟
هناك حالياً ثلاثة انواع رئيسية من العلاج القياسي لسرطان الغدة الكظرية, و هي :
العمل الجراحي :
يوصي الاطباء باجراء عمل جراحي يتم فيه استئصال الغدة الكظرية, و في حال انتشار السرطان لأجزاء اخرى من الجسم, يمكن للجراح ان يقوم بإزالة الغدد اللمفاوية و الانسجة القريبة.
العلاج الشعاعي :
يستخدم هذا النوع من العلاج طاقة عالية من الاشعة السينية لقتل الخلايا السرطانية ووقف نمو خلايا سرطانية جديدة.
العلاج الكيميائي:
اعتماداً على مرحلة السرطان, قد يحتاج المريض للخضوع للعلاج الكيميائي, و في هذا النوع يمكن ان يساعد العلاج الدوائي على وقف نمو الخلايا السرطانية, حيث يعطى عن طريق الفم, حقن وريدية, او في العضلات. و قد يقوم الطبيب بالجمع ما بين العلاج الكيميائي و انواع اخرى من العلاج.
العلاجات الاخرى:
الميتوتان هو الدواء الاكثر شيوعاً في علاج سرطان الغدة الكظرية, و يتم اعطاءه للمريض بعد الجراحة حيث يمكن ان يوقف الانتاج الهرموني الزائد, و يمكن ان يساعد على تقليل حجم الورم. كما يمكن اللجوء لاستخدام علاجات اخرى مثل العلاج البيولوجي الذي يستخدم الجهاز المناعي لمحاربة الخلايا السرطانية.