يعتبر الاتصال الجنسي من الأمور التي تمثل خصوصية كبيرة لدى الزوجين، وذلك لما له من أسرار يحرص الطرفين على حمايتها وعدم ظهورها إلا في أضيق الحدود، وقد يتم إظهار أسرار الاتصال الجنسي في حالة وجود ضرورة طبية، مثل وجود ألم أثناء الاتصال الجنسي.
هل درجات الألم واحدة عند الاتصال الجنسي؟
إن شعور المرأة بألم أثناء الجماع ليس له مقياس واحد للألم، فشدة الألم تختلف من مرأة لأخرى، وتختلف أيضاً حسب أسباس هذا الألم طبياً، فربما شعرت المرأة بألم بسيط يذهب سريعاً، وقد يشتد الألم بالمرأة حتى يصل لدرجة أنه يمنع الاتصال الجنسي تماماً، هذا الأمر الذي يمثل خطورة على العلاقة الزوجية برمتها، وتتأثر به العديد من العائلات، وقد تصل للطلاق دون معرفة السبب الحقيقي للطلاق، لما للأمور الجنسية من حساسية يخشى الإعلان عنها.
أهمية معرفة الزوجين بالمعلومات الخاصة بالاتصال الجنسي:
هناك اعتقاد خاطئ بأن معرفة المعلومات الجنسية يعد من الأمور التي يجب تجنبها وعدم الاحتكاك بها، وأن مجرد الاطلاع عليها يعد من علامات قلة الأخلاق وعدم العفة.
ولكن هذا الأمر غير صحيح بالمرة، فهناك فارق بين معرفة المعلومة من باب التعلم والتفهم، ومعرفة المعلومة لإثارة الغرائز الجنسية في اتجاه خاطئ، فارق كبير بين هذا وذاك.
فالمعلومات الجنسية يجب أن يتم تعليمها للأطفال منذ السنوات المبكرة لهم، فيجب تعليم الطفل المعلومات الأساسية عن أعضاؤه الجنسية، وتعليمه أن هناك أعضاء لا يجب أن يراها أحد، ولا يمسك بها أي إنسان، وأن لا يتلاعب بها، تلك المعلومات التي تعد من الضروريات الأساسية أن يعرفها الطفل من سن أربع سنوات، حتى يتمكن من حماية نفسه من أي تحرش جنسي والإبلاغ عنه في حالة حدوثه.
ومع تقدم العمر في مرحلة الطفولة ثم المراهقة، يشعر الطفل بتغيرات كبيرة في جسده، علاوة على ما يسمعه في وسائل الإعلام من تعليقات، وكذلك ربما من أصدقاؤه، كل تلك المعلومات يجب أن يتاح للطفل التحدث عنها مع والديه حتى يتم تصحيح الخاطئ منها، وتجنب الآثار السلبية الكبيرة التي تنتج من عدم تصحيحها للطفل.
ويدفع الرجل وتدفع المرأة على حد سواء ثمن الجهل بالمعلومات الجنسية حين تتعرض لمشكلة على الفراش ولا تستطيع البوح بها إلا عند حدوث مشكلة بينها وبين زوجها بسببها.
الحالة النفسية من أهم أسباب الألم عند الاتصال الجنسي:
يؤكد الدكتور أيمن الحسيني في كتابة الموسوعة الصحية للمرأة العصرية أن الحالة النفسية من أهم الأسباب التي تسبب بالآلام للمرأة أثناء الاتصال الجنسي، وأن حالة القلق والتوتر الشديد التي تكون عليه المرأة من الاتصال الجنسي ينتج عنه آثار سلبية شديدة على الجهاز العصبي بشكل عام والأعضاء التناسلية بشكل خاص بشكل قد يسبب آلام مبرحة لا تطيق المرأة تحملها.
وسنعرض الآن بعض أسباب التوتر النفسي من الاتصال الجنسي، وعند اكتشافها يجب التعامل مع الحالة النفسية بتفهم حتى تتم العملية الجنسية بسلام وأمان.
الخبرات السلبية السابقة تسبب الخوف من الاتصال الجنسي
إن الخبرات السلبية التي قد تجمعها الأنثى من مصادر مختلفة، منها صديقاتها، ومنها وسائل الاتصال الاجتماعي، مثل الفيسبوك والمواقع الالكترونية، ووسائل الإعلام وغيرها من وسائل الاتصال التي تنقل معلومات غير دقيقة قد تسبب الخوف لدى المرأة من الاتصال الجنسي.
مثل تخوف المرأة من حدوث نزيف أثناء فض غشاء البكارة مع ليلة الزفاف أو الدخلة، وذلك لأن أحد أقاربها أصيب بنزيف أثناء فض غشاء البكارة ليلة الزفاف، فربطت بين الحدث القديم والحدث الجديد وسبب للعروس خوف شديد.
لا يشترط الشعور بألم عند فض غشاء البكارة:
والحقيقة أنه لا يشترط الشعور بألم عند فض غشاء البكارة، ولا يشترط حدوث نزيف عند فض غشاء البكارة، وكل ما في الأمر هو الحرص على عدم التعامل بعنف من جانب الزوج حين يقوم بفض غشاء البكارة.
فإن التزم الزوجان بشرط الهدوء النفسي وعدم الخوف وعدم التعامل بعنف مع غشاء البكارة، ستنجح عملية فض غشاء البكارة بسلام دون أي ألم يذكر، وقد تشعر بعض النساء ببعض الألم البسيط، ولكنه ليس على النحو الذي تصوره لها مخاوفها.
عدم وجود تفاهم جنسيا بين الزوجين يسبب بعض الآلام للزوجة
إن التفاهم ووجود لغة مشتركة بين الزوجين من أهم مسببات نجاح العلاقة الزوجية بشكل عام، ووجود حوار وتفاهم بين الزوجين في كافة الأمور ومنها الأمور الجنسية ينتج عنه علاقة جنسية ناجحة تماماً.
فقد تكون الزوجة في حالة سعادة مع ممارسة الجنس في وضع جنسي معين، وتشعر بعدم الراحة في وضع جنسي آخر، لكنها تخجل أن تصارح زوجها بما تريده، وحينها قد يسبب الانزعاج من الوضع الجنسي الغير مريح آثار نفسية لدى المرأة تسبب انقباض شديد بعضلات الحوض ينتج عنه إغلاق فتحة المهبل، وبالتالي لا يتم الاتصال الجنسي بشكل سليم.
الخوف من حدوث حمل أثناء الاتصال الجنسي:
من الأمور التي تسبب متاعب نفسية لدى المرأة قد ينتج عنها آثار جانبية منها الشعور بألم أو انقباض العضلات الخاصة بالحوض وغلق المهبل، أن تخاف المرأة من الاتصال الجنسي لعدم رغبة الزوج في الإنجاب، أو لعدم رغبتها في الإنجاب.
وقد يقول قائل لماذا لا تستخدم وسائل منع الإنجاب، فهناك بعض الثقافات التي تخاف من تناول موانع الحمل، لما لها من آثار جانبية تود تجنبها، ولكن هذا الأمر غير دقيق، حيث أنه يمكن متابعة الطبيب أن يتم اختيار وسيلة منع الحمل المناسبة والتي يكون بها أقل آثار جانبية ممكنة.
الأسباب الطبية لشعور المرأة بألم أثناء الاتصال الجنسي:
هناك أسباب عديدة للشعور بألم أثناء الاتصال الجنسي، ويجب زيارة الطبيب المتخصص لتشخيص الحالة المرضية السليمة وعلاجها، وكلما كانت الزيارة مبكرة كلما كانت المضاعفات أقل في الوقت والخطورة.
التهابات المهبل:
قد يكون من أسباب الألم أثناء الاتصال الجنسي وجود التهابات بالمهبل، ويجب علاج تلك الالتهابات بالمضادات الحيوية المناسبة، وذلك للقضاء على مسببات الالتهاب سواء كانت بكتيرية أو غير ذلك.
البواسير:
قد تكون البواسير من أسباب وجود آلام في الاتصال الجنسي، ويجب أن يتم مراجعة الطبيب المختص حتى يتم التعامل مع المرض بشكل سليم.
أعراض وجود ألم لدى المرأة عند الاتصال الجنسي:
هناك اختلاف في توقيت حدوث الألم لدى المرأة، فهناك ألم تشعر به المرأة مع بداية الاتصال الجنسي، وهناك ألم تشعر به بعد الاتصال الجنسي، والشعور بالألم يسبب لها عدم الرغبة في الاتصال الجنسي وعدم الإقبال عليه، وهذا ينتج عنه برود جنسي، وقد نجد بعض النساء يقمن بضم القدم بشكل لا إرادة لهن فيه بحيث لا يتم الاتصال الجنسي.
لا للصمت عند حدوث أي مشكلة جنسية
قد تتجه بعض النساء إلى الصمت وعدم مصارحة الزوج وعدم الذهاب للطبيب المتخصص في حالة حدوث ألم، وهذا يسبب مضاعفات كثيرة يمكن تداركها إن تم العرض على الطبيب المتخصص في الوقت المناسب مبكراً، فيجب على كل سيدة تشعر بأي مشكلة أو أي ألم في الاتصال الجنسي عرض الأمر فوراً على زوجها، والذهاب للطبيب المتخصص للفحص وتشخيص المرض وعلاجه.