انفصام الشخصية (Schizophrenia) هو مرض عقلي يؤثر على سلوك المريض وتفكيره و ادراكه، كما يصاحبه أعراض ذهانية مثل سماع الأصوات أو التوهم.
أعراض انفصام الشخصية :
تختلف الأعراض باختلاف النوع, و توجد أعراض مشتركة تظهر على مرضى الفصام, وعادة ما تظهر هذه الأعراض في العشرينيات من العمر و تختلف من مريض إلى آخر, و عند ظهور الأعراض لأول مرة تكون مفاجئة و حادة, و تشمل :
- الوهام : وهو عبارة عن تصرفات غير منطقية و اعتقادات منافية للواقع, مثل تصور المريض أنه يتعرض للخطر او الأذى دون سبب منطقي أو واقعي واضح.
- الهلاوس : وهي عبارة عن إدراك حسي دون وجود منبه واقعي, مثل سماع اصوات و رؤية أشياء غير موجودة في الواقع.
- اضطراب في التفكير يستدل عليه من خلال الحديث مع المريض, حيث يكون كلامه غير مرتب و غير مفهوم في معظم الأحيا, و يُلاحظ عدم قدرة المريض على التواصل أو التفاعل بشكل سليم.
- اضطرابات سلوكية و حركية تتفاوت شدتها من مريض إلى آخر.
- السلبية حيث لا يبدي المريض أي تعبيرات من خلال حديثه مع الآخرين, كما أنه يتجنب التواصل من خلال العين, مع عدم تغير ملامح الوجه عند التحدث.
- يتصف مريض الفصام بالعدوانية مع فرط الحركة في بعض الأحيان و الكسل في أحيان أخرى.
- التحدث فترات زمنية طويلة و الأنعزال عن العالم الخارجي و الوحدة, فمريض الفصام يمر بمراحل متناقضة.
أسباب الاصابة بانفصام الشخصية :
- الوراثة, فعند إصابة أحد الأقارب من الدرجة الأولى قد ينتقل المرض عبر الجينات إلى الآبناء.
- ادمان المواد المخدرة.
- التربية الغير سوية و العنيفة في مرحلة الطفولة.
- الإهمال البدني و النفسي.
- خلل في المواد الكيميائية في الدماغ أو عدم الإتزان في نقل بعض الأحاسيس إلى الدماغ عبر النواقل العصبية.
- تعرض الأم إلى مشاكل صحية أثناء الحمل, مثل الإصابة بالتهابات فيروسية.
- يزداد خطر إصابة الجنين بالفصام مستقبلاً عند ازدياد عمر الأب.
- اضطرابات مناعية مثل زيادة نشاط الجهاز المناعي.
- تناول عقاقير طبية تؤثر على نفسية الشخص مثل علاج الإكتئاب أو العقاقير المهدئة.
- فقد أحد الوالدين أثناء مرحلة الطفولة.
أنواع انفصام الشخصية :
و هو اضطراب قوي يؤثر على الدماغ, يشوه القدرة على التفكير, و طريقة التعامل مع الآخرين, و يعد من الأمراض العقلية المنتشرة نسبياً حيث تقدر منظمة الصحة العالمية أن عدد المصابين بالفصام حوالي 21 مليون شخص حول العالم, و يوجد عدة أنواع من الفصام و تشمل :
- الفصام الكتاتوني :
يتسم هذا النوع بفرط الحركة التي قد تصل إلى العنف و التحطيم, و يكون هذا النوع من الهياج نابع عن الشخص نفسه ,لذلك لا يمكن التنبؤ بالتصرفات العنيفة للمريض التي قد تبدو بلا هدف و غير مبررة, و في أحيان أخرى يكون انعدام الحركة و الرفض التام لمن حوله أو الصمت و عدم التفاعل و القيام بحركات غريبة, و هو نوع حاد على عكس الفصام الذي يكون مزمن, لذلك يتم تشخيصه و استنتاجه من خلال شذوذ النوبة الحادة و طبيعتها.
- الفصام الزورايني :
و هو عبارة عن إحساس غير مبرر بالعظم أحياناً, أو سماع أصوات وهمية غير حقيقية, لا يتسبب هذا النوع بخلل معرفي.
- الفصام غير المتميز :
يشمل هذا النوع جميع خصائص الفصام الزوراني إلا أنه يزيد عنه في الهلاوس التي تتعلق بشم الروائح و الأوهام و الكلام الغير منتظم, كما يتميز بحركات شللية.
الفصام البسيط :
يعد هذا النوع من أصعب أنواع الفصام تشخيصاً, حيث يظهر ببطء شديد و تدريجي يؤدي إلى تدهور الجوانب المتنوعة من نشاطات الإنسان, سمي هذا النوع من البسيط لعدم وجود هلاوس به, و تتمثل أهم علاماته بتدهور الحالة الإجتماعية للشخص المريض, فلا يكترث بمظهره الخارجي ولا واجباته الاجتماعية و انطوائه و ضعف التواصل الاجتماعي لديه, و يمكن أن يظهر في أنواع أخرى من انفصام الشخصية.
انفصام الشخصية والزواج :
عادة ما يتجنب مرضى الفصام الدخول في علاقات عاطفية أو زواج و ذلك حتى لا ينصدموا بردود أفعال الأشخاص الذين يحبونهم عند معرفة مرضهم, و يؤدي ذلك إلى انعزالهم عن الناس ما يزيد من سوء الحالة, و لذلك لا بد من تشجيع المرضى على الدخول في علاقة عاطفية لمساعدة ذلك على الشعور بوجود شخص قريب منه و الوقوف بجانبه, و لا يجب على مرضى الفصام إخفاء هذا الشيء عن شريك الحياة, و المصارحة بالحقيقة, فقد تظهر أعراض المرض دون دراية المريض, و قد تؤدي أعراض الذهان إلى إعاقة الثقة بين الزوجين, فقد يعتقد الزوج أن زوجته تريد قتله أو إيذائه, و في هذه الحالة يجب مناقشة الأمر مع المريض و التأكد من أن المريض لم يتخطى جرعة علاجية, و طلب المساعدة من طبيب مختص.
تشخيص وعلاج انفصام الشخصية :
عند ظهور الأعراض التي تدل على الإصابة بإنفصام الشخصية, يقوم الطبيب بإجراء فحص بدني شامل للمريض, مراجعة التاريخ الطبي و المرضي, و إجراء عدة فحوص طبية مثل تصوير شعاعي, إختبار دم, و ذلك لاستبعاد أن تكون هذه الأعراض ناتجة عن أي مرض آخر, و يهدف العلاج إلى التقليل من أعراض الفصام و التخفيف من حدتها و عدم رجوع هذه الأعراض مستقبلاً, و يشمل العلاج ما يلي :
- علاج دوائي يستخدم فيه مضادات الذهان, و ادوية مضادة للاكتئاب.
- علاج نفسي.
- تأهيل اجتماعي و تطوير مهارات اجتماعية للمساعدة على الإندماج في المجتمع.
- العلاج النفسي الفردي في فهم المرض و ابتكار وسائل جديدة لعلاج المشاكل.
- العلاج العائلي من خلال مساعدة العائلة و الاقارب للمريض.
- العلاج بالصدمات الكهربائية.
- العلاج الجراحي في حالات معينة من المرض.
الوقاية من انفصام الشخصية :
لا يوجد علاج حالي يمكنه منع ظهور علامات و أعراض الفصام, و يساعد التشخيص على علاج المرض في مراحله المبكرة, و يمنع تطور المرض و الإصابة بمضاعفات خطيرة, كما أن العالج المبكر يحد من احتمال تكرار النوبات, و عدم تشوش الحياة العادية للمريض و علاقاته بأسرته و أصدقائه و عدم الحاجة إلى تلقي العلاج في المستشفى, و من مضاعفات انفصام الشخصية :
- العنف الشديد مع الآخرين.
- ادمان المخدرات.
- الانتحار.