يخطئ من يتصور أن دور الطب ينتهي لمصابي الحروق عند علاج الحروق، فالدور الأهم هو إعادة تأهيل المصابين للدخول في الحياة الطبيعية بعد الشفاء، وهذا الدور يقوم به أخصائي العلاج الطبيعي، حيث أنه صاحب دور البطولة في هذا العمل بجانب المريض الذي يجب أن يعمل بنصائح خبير العلاج الطبيعي حتى يتم إدخاله في الحياة الطبيعية بسرعة.
أكد أخصائي العلاج الطبيعي أسامة صلاح بتصريحات إعلامية ببرنامج منتصف النهار أن ليست كل أنواع الحروق قابلة للتعامل وإعادة التأهيل بواسطة خبير العلاج الطبيعي، وأن هناك درجات معينة من الحروق هي التي تستفيد بهذا الدور لخبير العلاج الطبيعي.
تقسيمات درجات إصابة الحروق
هناك تقسيمات كثيرة لإصابات الحروق، فهناك من يقسمها حسب المساحة المتضررة من الجسم، وهناك من يقسمها حسب الأنسجة المتضررة في جسم الإنسان وسنعرض في الجزء القادم التقسمات حسب الأنسجة المتضررة لبيان الدرجات التي يتدخل فيها أخصائي العلاج الطبيعي.
درجات الحروق حسب تضرر الأنسجة
وهي تنقسم إلى
حرق بالجزء السطحي للجلس وهي الدرجة الأولى
حرق للطبقة الأولى والطبقة الثانية وهي الدرجة الثانية
حرق يمتد لطبقة الجلد كلها مزالة وهي الدرجة الثالثة
حرق يمتد للأعصاب والعضلات الموجودة تحت الجلد وهي الدرجة الرابعة
في أي درجة يتدخل العلاج الطبيعي بإصابات الحروق
يتم التدخل في الدرجة الثالثة والرابعة من الحروق أما الدرجة الأولى والثانية فيقل جداً تدخل العلاج الطبيعي لها وذلك لأنها تكون إصابات بسيطة تشفى في زمن قليل ويعود المريض لممارسة حياته الطبيعية بدون حاجة لتدخل خبير العلاج الطبيعي.
والدرجة الثالثة والرابعة يتم التدخل لأن الإصابة تكون قد أتلفت الجلد في الدرجة الثالثة وممتدة للعضلات والمفاصل والأعصاب في الدرجة الرابعة، وهذا يحتاج لتدخل خبير العلاج الطبيعي.
كيف يتدخل أخصائي العلاج الطبيعي في إصابات الحروق؟
في البداية يتم الكشف على المريض لمعرفة الأماكن المصابة بالجسم، والتعرف على مساحتها وعمقها ويقوم أخصائي العلاج الطبيعي بالتعرف على كل تفاصيل المريض وتاريخه المرضي بالكامل حتى يتمكن من محاصرة الحرق وإعادة تأهيل العضلات والأعصاب المصابة ووضع خطة للعلاج الخاصة بها.
وخطة العلاج تختلف حسب طبيعة كل حالة، فالإصابات الخاصة بالدرجة الثالثة تختلف عن الإصابات الناتجة عن الدرجة الرابعة، فعندما يتمتد الإصابة للعضلات والأعصاب في الدرجة الرابعة، يكون المريض في حالة شعور بألم شديد، ويحتاج لوقت حتى يتم التعامل بشكل سليم مع العضلات والأعصاب المصابة، ويتم تصميم البرنامج العلاجي حسب درجة استجابة المريض للعلاج، وقدرته على تحمل الخطوات، وإرادته على مواصلة البرنامج العلاجي.
وقد يتعرض المريض لحالة انتكاسة في منتصف البرنامج العلاجي، بحيث يصاب بحالة اكتئاب ويأس من الوصول للشفاء، وخاصة في حالة تأخر النتائج المرجوة من العلاج الطبيعي، في تلك الحالة يقع عبء صنع الإرادة من جديد على عاتق خبير العلاج الطبيعي، حيث أنه يقوم بتذكير المريض بالإيجابيات التي حققها خلال مشوار علاجه، أو حتى الإنجازات التي حققها في حياته بشكل عام، وذلك لمساعدته على مواصلة البرنامج العلاجي الموضوع حتى يتم الشفاء بإذن الله.
دور خبير العلاج الطبيعي بإصابات الكف والكوع
عند ممارسة الإنسان لأنشطته اليومية قد يتعرض للعديد من الإصابات ومنها إصابات الحرق بالكف والكوع، ومن الفئات الأكثر عرضة لتلك الإصابة عمال مصانع الصناعة الحديد، والطباخين وسيدات المنزل الذين يقومون بأعمال في المطبخ أمام المشعل، وعند التعرض تلك الإصابة ينكمش الجلد بشكل كبير، بما يعيق حركة اليد أو الكوع، ويأتي دور خبير العلاج الطبيعي بتقوية عضلات اليد والكوع لكي تعود لحركتها الطبيعية التي تأثرت نتيجة انكماش الجلد.
دور خبير العلاج الطبيعي لا يقتصر على التمارين العلاجية فقط
يؤكد خبراء العلاج الطبيعي بأن دور أخصائي العلاج الطبيعي لا يقتصر على تقوية العضلات عن طريق بعض التمرينات التي يقوم بها المريض تحت إشراف الخبير، ولكن دوره يتعدى ذلك ليصل إلى توفير الرعاية النفسية والاجتماعية والإنسانية له حتى تقوى إرادته ويسارع بخطوات الشفاء حتى يعود مرة أخرى إلى الحياة الطبيعية.
والرعاية النفسية وصنع إرادة قوية لدى المريض تساعده على الاستمرار في البرنامج العلاجي بهدف الوصول للشفاء أمر في غاية الأهمية، ويقوم به خبير العلاج الطبيعي بشكل مباشر، من خلال الكلمات المباشرة، أو بشكل غير مباشر من خلال إخبار المريض بالنتائج الإيجابية التي حققها المريض خلال البرنامج العلاجي الذي يقوم به.
استخدام الجوانتي أو القفاز في علاج الحروق
في علاج أصابع الكف والكف بشكل عام يتم استخدام بعض القفازات أو ما يطلق عليه في بعض المناطق الجوانتي في العلاج، وهو قفاز طبي يرتديه المريض ليغضي أماكن الإصابة، ويفيد هذا القفاز الطبي في منع تمدد أنسجة الجلد المصابة بفعل الحرق، وبالتالي تتسارع خطوات الشفاء لتأخذ زمناً أقل.
وشكل القفاز أو الجوانتي عبارة عن قفاز عادي ولكنه مشدود على أصابع اليد بشكل كبير، بحيث لا يسمح بمرور الهواء بداخله، وأطراف الأصابع فقط هي التي تظهر من القفاز، وذلك لسهولة الاستخدام بشأن الأطراف.
ويساعد القفاز أيضاً في سرعة التئام الجروح الناتجة من بعض عمليات الترقيع الموجودة في بعض الحالات، كذلك أن هناك بعض العمليات يتسبب عنها بعض الندبات والبروز في الجلد، فوجود القفاز يساعد على سرعة شفاء تلك الحالات.
على أي شيء يعتمد الشفاء؟
الشفاء بيد الله من قبل كل شيء، ولأنه بيد الله، فلا شيء مستحيل، لأن الله قادر على كل شيء، فقد يشغل أمر العلاج الطبيعي عقول وقلوب الكثير من المرضى، فهناك من يهابه لدرجة أنه لا يقدم عليه إلا متأخراً، فالتأهيل النفسي للمريض مهم جداً في تلك الحالة، حيث أن الاستعداد النفسي واليقين من حدوث الشفاء، وأن الشفاء أمر ممكن ووارد وطبيعي، أمر في غاية الأهمية للمريض، وله مردوده الإيجابي لسرعة خطوات الشفاء.
كما أن هناك كثير من الحالات لا تقدم على خطوة العلاج الطبيعي لاعتقادهم أن العلاج الطبيعي يسبب الكثير من الآلام، خاصة في الحالات التي تعاني من بعض التورمات مع الحروق، فيقومون بتأجيل العلاج الطبيعي أو يمارسونه بشكل متقطع بما يساهم في تأخر الحالة.
تأجيل خطوة العلاج الطبيعي يزيد من صعوبة الحالة
يؤكد خبراء العلاج الطبيعي على أن الإسراع في اتخاذ قرار بدء العلاج الطبيعي تحت إشراف خبير العلاج الطبيعي له دوره الكبير في عدم تفاقم الحالة وتأخرها، فكل يوم تأخير في اتخاذ هذا القرار قد يتسبب في تكون ألياف داخل الجسم، مثل حالة التيبس المفصلي ففي تلك الحالة كلما تأخر المريض في اتخاذ قرار العلاج الطبيعي كلما زاد التيبس المفصلي تأخراً.
ففي حالة وجود مرحلة للعلاج الطبيعي، كلما تم الإسراع في اتخاذ القرار كلما قل الشعور بالألم وشعر المريض بتحسن أسرع ونتائج أكبر للشفاء.
بعض الحالات التي تحتاج معاملة خاصة في البرنامج العلاجي
هناك حالات يعاملهم خبير العلاج الطبيعي بشكل خاص كوجود فشل كلوي للمريض، في هذه الحالة توجد مشكلة في تصريف السوائل في الجسم، ومشكلة في شرب الماء الذي يحتاجه المريض أثناء التمرينات، كل ذلك يجعل خبير العلاج الطبيعي في حاجة إلى معاملة المريض ببرنامج خاص يضع في حسبانه كل تلك العوامل المؤثرة على خطوات برنامج العلاج.