إن تغير حرارة اليدين يكون أمراً مؤلم وغير مريح، سواء عند الشعور ببرودة أو بحرقان فيهما. هذا العرض ينذر بوجود بعض الإضطرابات أو مشكلة صحية في أحد أعضاء الجسم، وفي المقال التالي نتحدث خاصة عن أسباب حرقان اليدين وكيفية التصرف السليم مع كل سبب:

أسباب حرقان اليدين

توجد العديد من الأسباب لحرقان اليدين منها:

متلازمة النفق الرسغي

نبدأ أول بتوضيح ما هي هذه المتلازمة. إن متلازمة النفق الرسغي تصيب اليد وتكون بسبب وجود ضغط على العصب المتوسط في المعصم مما يُحدث إحساس كالوخز وتنميل باليد وقد تكون من أسباب حرقان اليدين. ومن أثر الأسباب انتشارا للإصابة بتلك المتلازمة، العادات الخاطئة التي نمارسها أثناء العمل مثل الكتابة واستخدام الحاسوب الآلي لفترات طويلة ومتصلة.

وهناك أسباب عديدة قد تؤدي إلى الضغط على هذا العصب وهي:

• الإصابة بالتهاب وتورم نتيجة حدوث التهاب المفاصل الروماتويدي.
• إصابة المعصم بالكسر

كما يوجد أسباب تزيد من مضاعفات الإصابة. فتصاب النساء أكثر من الرجال بهذه المتلازمة وخاصة في فترة الحمل. وتتسبب السمنة عند الجنسين في الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي. وتتسبب أمراض أخرى في زيادة الشعور بألم حرقان اليدين وهي مرض السكري ومرض التهاب المفاصل الروماتويدي.

وقد يصاحب إحساس حرقان اليدين آلام أخرى في الأصابع. وتتجاوز هذه الآلام اليد لتصيب الذراع بأكمله والشعور بتخدر اليدين، بل ويتطور الأمر إلى ضعف الأصابع والشعور بصعوبة في التحكم في الأشياء. وينصحٌ ألا ينتظر المريض حتى تتفاقم الحالة وعليه أن يستشير الطبيب المختص في أمراض الأعصاب.

وفي هذه الحالة، يُنصح المريض بارتداء قفاز طبي مزود بدعامات من شأنها منع المريض من ثني معصمه. وقد يصف له الطبيب بعض الأدوية المسكنة للآلام بالإضافة إلى الأدوية المضادة للالتهاب كي يتمكن من ممارسة أنشطة يومه دون أن تعوقه تلك الآلام. وسيطلب الطبيب حتما من المريض أن يتوقف أو يقلل من فترات ممارسة الأنشطة التي تسببت في إصابته بمتلازمة النفق الرسغي.

ومن وسائل العلاج الناجحة والتي تساعد المريض ليستعيد الحالة الطبيعية للمعصم، الخضوع لجلسات العلاج الطبيعي. فهي بمثابة المساعد الأمثل للعصب المتوسط الذي تعرض للتأذي فيتحرك العصب بصورة حرة داخل الرسغ.

نقص الفيتامينات والحديد

يعد نقص بعض الفيتامينات مثل فيتامين (ب) من أسباب حرقان اليدين. وللتأكد من هذا الأمر، يجب أن يقوم المريض بزيارة الطبيب المختص بالأمراض الباطنة ليحدد له بعض التحاليل التي يُرف بها نسبة الفيتامينات والأملاح بالدم. وعند ظهور نتائج التحاليل، يجب ألا يتناول المريض الفيتامينات دون الرجوع للطبيب لتحديد الجرعة المناسبة لحالته.

أما المريض الذي يعاني من النقص الشديد في نسبة الحديد في الدم، إنه سيشهر بالحرقة في الفم إلى جانب حرقان اليدين. وفي تلك الحالة، يجب أن يبدأ الطبيب بمعالجته من نقص الحديد. وإن استمر حرقان اليدين، فعلى الطبيب أن يبدأ في البحث عن أسباب أخرى من أسباب حرقان اليدين.

الاعتلال العصبي السكري

وهذا هو أكثر أسباب حرقان اليدين شيوعا. فعندما يصاب مريض السكر بإرتفاع في مستوى سكر الدم، يصاب المريض بتلف في الأعصاب في كل أجزاء الجسم. ولهذا الإعتلال أربع أنواع، لكن الأكثر انتشارا بين المرضى هو اعتلال الأعصاب السطحي وتتمثل أعراضه في الأمور التالية:

• الشعور بالحرقان
• الشعور بالتنميل
• زيادة الحساسية تجاه لمس الأشياء. فقد يشعر المريض بألم شديد بسبب حمل شيء صغير الحجم.

وعلى المريض أن يتوجه فورا لزيارة طبيبه المعالج إذا شعر أن هذه الأعراض قد بدأ تؤثر على قدرته على القيام بالأنشطة اليومية أو على معدل وكفاءة ساعات النوم.

انغلاق الشرايين (ظاهرة رينود)

وهذا السبب يراه البعض من أقل أسباب حرقان اليدين خطورة، حيث أن بعض الشرايين صغيرة الحجم، في اليد أو القدم، تتعرض للانغلاق بسبب الشعور بالبرد. وعندها تصل كميات أقل من الدم لهذه الشرايين فيشعر الإنسان بحرقان أو إحساس يشابه التخدر في اليدين ويمكن أن يمتد للقدمين أيضا. وبعض الناس تعاني من تفاقم هذه الظاهرة في أجزاء أخرى بالجسم مثل الأذن والشفاه والأنف.

في هذه الحالة، يجب على الإنسان أن يختار الملابس التي تساعده على التدفئة مثل القفازات. وإذا شعر أن الأمر لا يمكن أن يتحسن بهذه الطريقة، فعليه اللجوء للطبيب الذي قد يوصي بتناول جرعات محددة من الكالسيوم أو الأدوية التي تعمل على توسعة الأوعية الدموية ولا يجب أن يتناول المريض هذه الأدوية من تلقاء نفسه لتجنب أي أعراض جانبية لها إذا كانت لا تناسب طبيعة حالته الصحية.

نصائح عامة لتخفيف أعراض حرقان اليدين:

• التوقف عن عادة التدخين، بل وأيضا الحرص على عدم التواجد مع المدخنين لما يسببه من ضيق في الأوعية الدموية.
• عمل فحص طبي لمستوي فيتامينات أ وب دون الكشف الدوري للاطمئنان على صحته.
• القيام بأخذ قسط من الراحة بعد كل ساعة من العمل المتواصل على الحاسب الآلي ويكون هذا لمدة لا تقل عن 10 دقائق.
• الحرص على ممارسة الرياضة لما لها من أثر فعال في تحسين عمل الدورة الدموية بالجسم.
• الفحص الدوري لمستوى السكر وتجنب العادات الغذائية الخاطئة التي تتسبب في اختلال هذا المستوى.
• وأخيرا، التأكد من عدم التعرض لتيارات هواء ذات درجات حرارة متباينة بشدة عند الانتقال من مكان لآخر.