من المثير للدهشة أن كل طفل لا يعاني من القلق أو الخوف. لسوء الحظ، يمكن للأطفال والشباب أن يكونوا عرضة للقلق بقدر ما يكون الكبار.
من المهم أن تتعرف على علامات القلق عند طفلك وتحاول مساعدته على تعلم كيفية إدارة مخاوفه قبل أن تؤثر على حياته اليومية.
العلامات الشائعة للقلق عند الأطفال :
- البكاء أو الصراخ بشكل مفرط
- الإمساك أو الإسهال
- صعوبة النوم أو النعاس المفرط
- فقدان الشهية أو الإفراط في تناول الطعام
- الانسحاب من الأصدقاء والعائلة
- الشعور بالضيق أو الخوف المستمر
- الشعور بالذنب أو العار
- الشعور بعدم الكفاءة
- الشعور بالوحدة أو العزلة
إذا لاحظت أيًا من هذه العلامات عند طفلك، فمن المهم أن تتحدث معه عن مخاوفه. اجعله يشعر بالأمان والثقة فيك، واعلمه أنك موجود لمساعدته.
هناك العديد من الأشياء التي يمكنك القيام بها لمساعدة طفلك على التغلب على القلق، مثل:
- قدم له الدعم العاطفي. اجعل طفلك يشعر بأنه محبوب ومقبول، واعلمه أنك تؤمن به.
- ساعده على تحديد مصادر قلقه. بمجرد أن يفهم طفلك ما يقلقه، يمكنك البدء في مساعدته على إيجاد طرق للتعامل معه.
- علمه كيفية إدارة القلق. هناك العديد من الطرق التي يمكن للأطفال تعلمها للتعامل مع القلق، مثل التنفس العميق والتخيل والاسترخاء.
- شجعه على ممارسة الرياضة. الرياضة هي طريقة رائعة للتخلص من التوتر والقلق.
- ساعده على الحصول على قسط كافٍ من النوم. التعب يمكن أن يزيد من القلق.
- تأكد من أن نظامه الغذائي صحي. تناول الأطعمة الصحية يمكن أن يساعد في تحسين الحالة المزاجية وتقليل القلق.
أسباب القلق عند الأطفال
يمكن أن يشعر الأطفال بالقلق بشأن أشياء مختلفة في مراحل مختلفة من حياتهم. والعديد من هذه المخاوف هي جزء طبيعي من النمو. على سبيل المثال، من عمر 6 أشهر إلى 3 سنوات من الطبيعي جدًا أن يعاني الأطفال الصغار من قلق الانفصال – أي الشعور بالقلق عندما لا يكونون مع والديهم أو مقدم الرعاية لهم. ومن الشائع أيضًا أن يطور الأطفال في سن ما قبل المدرسة مخاوف أو فوبيا محددة.
تشمل المخاوف الشائعة في مرحلة الطفولة المبكرة الحيوانات (مثل الكلاب النابحة) والحشرات والعواصف أو الرعد والبرق والارتفاعات والمياه والدم والظلام. هذه المخاوف عادة ما تختفي تدريجياً من تلقاء نفسها مع نمو الطفل وتعلمه المزيد عن العالم.
قد يكون هناك أيضًا أوقات أخرى في حياة الطفل يشعر فيها بالقلق. على سبيل المثال، يشعر العديد من الأطفال بالقلق عند الذهاب إلى مدرسة جديدة أو الانتقال إلى منزل جديد أو قبل الاختبارات والامتحانات. يشعر بعض الأطفال بالخجل في المواقف الاجتماعية وقد يحتاجون إلى دعم في هذا الصدد.
قد يعاني الأطفال الذين عانوا من تجربة مؤلمة، مثل كونهم راكبين في حادث سيارة، من القلق بعد ذلك. يمكن أن تجعل الخلافات العائلية (أو حتى مجرد أصوات مرتفعة أو صراخ) الأطفال أيضًا قلقين.
من المرجح أن يعاني المراهقون من القلق في المواقف الاجتماعية أكثر من المجموعات العمرية الأخرى. قد يحاولون تجنبها، أو تقديم أعذار لعدم الذهاب.
أسباب أخرى للقلق عند الأطفال:
- العوامل الوراثية: قد يكون بعض الأطفال أكثر عرضة للقلق من غيرهم بسبب العوامل الوراثية.
- التجارب السلبية السابقة: يمكن أن تؤدي التجارب السلبية السابقة، مثل التنمر أو الإساءة، إلى تفاقم القلق.
- المشاكل الصحية: يمكن أن تؤدي بعض المشاكل الصحية، مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو نقص الفيتامينات، إلى تفاقم القلق.
- الأدوية: يمكن أن تسبب بعض الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب ، القلق كأثر جانبي.
أنواع القلق عند الأطفال
يمكن أن يعاني الأطفال من أنواع مختلفة من القل، بما في ذلك:
- القلق العام (GAD): يشعر الأطفال الذين يعانون من GAD بالقلق والتوتر معظم الوقت. يمكن أن تستمر هذه الحالة لفترة طويلة وقد تأتي وتذهب بعض الأعراض الجسدية للقلق. عادة ما يكون القلق بشأن أشياء مختلفة في المنزل أو المدرسة، وغالبًا ما يكون حول أشياء صغيرة أو قد تبدو صغيرة للآخرين. في بعض الأحيان لا يعرف الطفل سبب قلقه.
- قلق الانفصال: هذا هو نوع من القلق الذي يشعر فيه الطفل بالقلق الشديد عندما يكون بعيدًا عن والديه أو مقدمي الرعاية له. عادة ما يحدث هذا في الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و 3 سنوات، وعادة ما يزول من تلقاء نفسه في سن الثانية أو الثالثة.
- اضطراب القلق الاجتماعي (SAD): يشعر الأطفال الذين يعانون من SAD بالقلق الشديد بشأن ما يعتقده أو يفكر فيه الآخرون عنهم. هذا يمكن أن يجعل من الصعب للغاية المشاركة في الأنشطة الاجتماعية، مثل الذهاب إلى المدرسة أو اللعب مع الأصدقاء.
- الخوف والرهاب: الخوف هو شعور طبيعي بالخوف من شيء ما ولكن يمكن أن يصبح رهابًا عندما يكون الخوف شديدًا وغير منطقي. يعاني الأطفال الذين يعانون من الرهاب من خوف شديد من شيء معين، مثل الحيوانات أو الأماكن المرتفعة أو الأماكن المغلقة.
- نوبات الهلع: نوبة الهلع هي هجوم مفاجئ من القلق الشديد والخوف. يمكن أن تحدث نوبات الهلع دون أي سبب واضح، وعادة ما تستمر من 5 إلى 10 دقائق.
إذا كنت تعتقد أن طفلك قد يعاني من القلق، فمن المهم أن تتحدث إلى طبيبه. يمكن للطبيب أن يساعدك في تحديد نوع القلق الذي يعاني منه طفلك ووضع خطة للعلاج.
العلامات والأعراض الشائعة للقلق عند الأطفال:
- القلق والتوتر المستمر
- الشعور بالخوف أو الذعر
- السرعة أو عدم انتظام ضربات القلب
- ضيق التنفس أو الشعور بضيق في الصدر
- التعرق المفرط
- الارتعاش أو الشعور بالضعف
- الغثيان أو القيء
- الصداع
- مشكلات في النوم
- الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية
إذا لاحظت أيًا من هذه العلامات أو الأعراض عند طفلك، فمن المهم أن تتحدث إليه عن مخاوفه. يمكنك أيضًا اصطحابه إلى الطبيب لتقييم حالته.
العلاجات للقلق عند الأطفال:
هناك العديد من العلاجات المختلفة المتاحة للقلق عند الأطفال، بما في ذلك:
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يركز CBT على تغيير أفكار وسلوكيات الطفل المتعلقة بالقلق.
- الأدوية: يمكن أن تساعد بعض الأدوية في تقليل أعراض القلق، ولكن يجب استخدامها فقط تحت إشراف الطبيب.
- الدعم الاجتماعي: يمكن أن يكون الدعم من الأسرة والأصدقاء مفيدًا جدًا للأطفال الذين يعانون من القلق.
مدى شيوع القلق لدى الأطفال؟
القلق شائع جدًا بين الأطفال والشباب. إنه أحد المشكلات الصحية النفسية الشائعة بشكل عام لدى الناس. يُعتَقَد أن حوالي 300,000 شاب في المملكة المتحدة يعانون من مشكلة القلق، وقد يكون العدد أكبر لأن الكثير من الأشخاص الذين يعانون من القلق لا يخرجون بمشاكلهم إلى العلن.
من المهم أن ندرك مشاكل الأطفال والشباب ونطلب النصح والدعم، خاصةً عندما يبدأ القلق في التأثير على حياتهم اليومية.
