التدخين هو السبب الرئيسي للمرض والوفاة المبكرة في المملكة المتحدة. وعلى مستوى العالم، يتسبب التبغ في وفاة 7 ملايين شخص سنوياً. وتقريباً مليون وفاة تعود إلى تعرض غير المدخنين للتدخين السلبي. يوضح هذا المقال الضرر الكبير الذي يلحق بصحة الإنسان نتيجة تدخين التبغ. كما يذكر فوائد الإقلاع عن التدخين وكيفية الحصول على المساعدة للإقلاع عنه. تابع معنا….
حقائق وأرقام عن التدخين
تشير الإحصائيات، إلى أنَّ نصف المدخنين يموتون بسبب أمراض تتعلَّق بالتدخين. وحوالي 100,000 شخص في المملكة المتحدة يموتون سنوياً بسبب التدخين. حيث تعود وفيات التدخين بشكل رئيسي إلى السرطان وأمراض الجهاز التنفسي المزمن (مثل الانسداد الرئوي المزمن) وأمراض القلب (مثل النوبات القلبية) والسكتة الدماغية.
إذا كنت مدخناً لفترة طويلة، فمن المتوقع أن يكون متوسط مدة حياتك أقل بحوالي 10 سنوات مقارنة بغير المدخنين. بشكل آخر، في المملكة المتحدة، حوالي 8 من كل 10 غير مدخنين يعيشون بعد سن الـ 70، بينما يعيش حوالي نصف المدخنين فقط بعد سن الـ 70. أيضا، كلما كنت أصغر سناً عندما تبدأ التدخين، زادت احتمالية استمرارك في التدخين لفترة أطول والوفاة المبكرة نتيجة لذلك.
العديد من وفيات التدخين لا تكون سريعة. على سبيل المثال، إذا تعرضت للإصابة بالانسداد الرئوي المزمن، فمن المتوقع أن تعاني من المرض مع أعراض مزعجة (مثل ضيق التنفس) لعدة سنوات قبل وفاتك.
بالإضافة إلى ذلك، يزيد التدخين من خطر الإصابة بعدد من الأمراض الأخرى (المدرجة أدناه). والعديد من هذه الأمراض قد لا تكون قاتلة ولكنها يمكن أن تتسبب في سنوات من المرض والأعراض الغير مستساغة.
الأخبار الجيدة
- تتوفر المساعدة إذا كنت ترغب في الإقلاع عن التدخين وتجد صعوبة في ذلك.
- العديد من الأشخاص قد توقفوا عن التدخين: في عام ١٩٧٢، كان حوالي نصف البالغين في المملكة المتحدة مدخنين. وفي عام ١٩٩٠، انخفض هذا العدد إلى أقل من الثلث. حالياً، يبلغ حوالي السدس من البالغين في المملكة المتحدة مدخنين.
- الإقلاع عن التدخين يمكن أن يحقق فارقاً كبيراً في صحتك، وليس هناك وقت متأخر للإقلاع عن التدخين للاستفادة الصحية الكبيرة. على سبيل المثال، إذا قمت بالإقلاع عن التدخين في منتصف العمر، قبل الإصابة بسرطان أو أي مرض خطير آخر، فإنك تتجنب خطر الوفاة الناجمة عن التدخين بشكلٍ كبير.
لماذا التدخين مضر بالصحة ؟
تحتوي السجائر على العديد من العناصر الضارة بالصحة، بما في ذلك:
النيكوتين: يتم استنشاق النيكوتين من التبغ في السجائر. حيث يدخل إلى الدورة الدموية ويحفز الدماغ، والنيكوتين يسبب الإدمان.
إذا كنت من المدخنين العاديين، عندما ينخفض مستوى النيكوتين في الدم، عادةً تظهر لديك أعراض الانسحاب، مثل:
- الرغبة الملحة في التدخين.
- القلق.
- الاضطراب.
- الصداع.
- الاستفزاز.
- الجوع.
- صعوبة التركيز.
- الدوار.
- الإمساك.
- الشعور بالسوء.
تقل حدة هذه الأعراض باستهلاك السجائر التالية؛ هذا هو تعريف إدمان النيكوتين.
معظم المدخنين العاديين مدمنون على النيكوتين ويدخنون بانتظام للشعور بأنهم طبيعيين، ولمنع ظهور أعراض انسحاب النيكوتين.
تبدأ أعراض الانسحاب خلال ساعات قليلة من تدخين السجائر الأخيرة. إذا لم يتم تخفيفها بتناول السجائر التالية، تزداد أعراض الانسحاب سوءاً. وإذا لم تدخن بعد ذلك، يتم تحقيق ذروة أعراض الانسحاب بعد حوالي 24 ساعة ثم تتخفف تدريجياً خلال 2-4 أسابيع.
حوالي 2 من كل 3 أشخاص يدخنون يرغبون في الإقلاع عن التدخين، ولكن بدون مساعدة، يفشل كثيرون في النجاح. والسبب الرئيسي لعدم نجاح العديد من المدخنين في الإقلاع عن التدخين، على الرغم من رغبتهم في ذلك، هو أن إدمان النيكوتين قوي وصعب الكسر. ومع ذلك، ينجح العديد في الإقلاع عن التدخين بالدعم واستخدام علاجات بديلة للنيكوتين مثل العلاج بالتدخين الإلكتروني أو من خلال الأدوية المساعدة في الإقلاع عن التدخين.
القطران: يحتوي القطران على العديد من المواد الكيميائية. تتراكم في الرئتين ويمكن أن تنتشر في الأوعية الدموية وتنقل إلى أجزاء أخرى من الجسم. ويحتوي دخان السجائر على أكثر من 4000 مادة كيميائية، أكثر من 50 مادة منها معروفة بأنها سبب للسرطان.
أول أكسيد الكربون: هذه المادة تؤثر على قدرة الدم على حمل الأوكسجين. وبالنسبة للنساء الحوامل المدخنات، يسبب هذا العنصر انخفاضاً في كمية الأوكسجين التي تصل إلى الجنين.
ما هي آثار التدخين ؟
- سرطان الرئة: يعانى حوالى 30,000 شخص فى المملكة المتحدة من سرطان الرئة ويتوفون سنويا بسببه، ويعود أكثر من 8 من كل 10 حالات من سرطان الرئة مباشرة إلى التدخين.
- الانسداد الرئوي المزمن (COPD): يموت حوالى 25,000 شخص فى المملكة المتحدة كل عام بسبب هذا المرض. ومن الواضح أن أكثر من 8 من كل 10 وفيات بسبب COPD ترتبط بشكل مباشر بالتدخين. والأشخاص الذين يموتون بسبب COPD عادة ما يعانون من حالة صحية سيئة لعدة سنوات قبل وفاتهم.
- الأمراض القلبية هي الأكثر فتكاً في المملكة المتحدة. حوالى 120,000 شخص يموتون سنويا بسبب أمراض القلب. ويعود سبب وفاة حوالى 1 من كل 6 أشخاص إلى التدخين. كما أظهرت دراسة حديثة في المملكة المتحدة أن تدخين سيجارة واحدة حتى في اليوم الواحد يرتبط بمخاطر كبيرة لأمراض القلب والسكتة الدماغية.
- إذا كنت مدخناً، فأنت تعرض نفسك لمضاعفة خطر إصابتك بالسكتة الدماغية بما يصل إلى ستة أضعاف، ممّا يضاعف إحتمالية موتك أيضا.
- يعتبر التدخين أيضا عاملا مؤثراً في زيادة احتمالية الإصابة بأورام أخرى مثل سرطان الفم، الأنف، الحلق، الحنجرة، المريء، البنكرياس، المثانة، عنق الرحم، الدم، والكلى.
- تؤثر المواد الكيميائية الموجودة في السجائر على بطانة الأوعية الدموية وتؤثر على مستوى الدهون في الدم، مما يزيد من خطر تكوين التصلب العصيدي (التصلب المترقق للشرايين) وهو السبب الرئيسي لأمراض القلب والسكتات الدماغية وضعف الدورة الدموية في الأطراف وانفجار الشرايين مما يسبب نزيفاً داخلياً.
- مرض بورجر: ويتمثّل بانتفاخ الأوعية الدموية بشكل غير طبيعي والتهابها، وخصوصاً في اليدين والقدمين. وهو يحدث بشكل أساسي في حالة المدخنين، ويؤدي إلى تضيق وانسداد الأوعية الدموية مسببًا الألم. ومع مرور الوقت، قد يتسبب في تلف وموت الأنسجة في اليدين و/أو القدمين.
- التدخين يؤثر أيضا على القدرة الجنسية، حيث يزداد احتمال حدوث مشاكل الانتصاب عند الرجال الذين يدخنون مقارنة بغير المدخنين.
- النساء اللاتي يدخنَّ ويزيد عمرهن عن 35 عاماً لا يستطعن استخدام وسائل منع الحمل التي تحتوي على الأستروجين، لأنَّ خطر الإصابة بالسكتة الدماغية يكون أعلى بشكل كبير أثناء التدخين.
- التهاب المفاصل الروماتويدي. يعتبر التدخين عاملاً خطراً لتطوير التهاب المفاصل الروماتويدي. وقد توصلت إحدى الدراسات البحثية إلى أن التدخين مسؤول عن حوالي 1 من كل 5 حالات من هذا المرض.
- شيخوخة البشرة: يقوم المدخنون بتطوير المزيد من التجاعيد على وجوههم في سن مبكرة مقارنةً بغير المدخنين، وهذا يجعلهم يبدون أكبر سناً مما هم عليه في الواقع.
- الإجهاض من مضاعفات الحمل، إذ يمكن حدوث النزيف أثناء الحمل، انفصال المشيمة، الولادة المبكرة، وحتى الحمل خارج الرحم إذا كانت المرأة تدخن.
- حالات أخرى يتسبب فيها التدخين بتفاقم الأعراض، وتشمل: الربو، الزكام، الإنفلونزا، التهاب الصدر، التهاب الرئة السلي، أو التهاب مزمن في الأنف.
مشاكل أخرى مع التدخين
- التدخين مُكلف.
- وثيقة التأمين الصحي ستصبح أكثر تَكَلُّفة.
- الصداقات والعلاقات العاطفيّة قد تتعرَّض للخطر.
- تبقى حاسة شمِّك وتذوِّقك مُبهَمتين، وقد يُقَلِّل ذلك من لذّة تَنَاوُل الطَّعَام.
- سيصبح العثور على وظيفة أمراً أكثر صعوبة، حيث يَعلم أصحاب العمل أنَّ المدخنين أكثر طلباً للإجازات مقارنةً بغيرهم.
- تصبح رائحةُ نفَسِك، ملابِسِك، شَعْرِك، وبِشْرَتِك مزعجة للآخرين، وقد لا تُلاحِظ الرائحة إذا كنتَ تُدَخِّن، لكن الرائحة ستكون واضحة ومزْعِجة لغير المدخنين.
ما هي فوائد الإقلاع عن التدخين ؟
ستلاحظ العديد من الفوائد عندما تتوقف عن التدخين، بما في ذلك:
- ستوفِّر المال.
- ستلاحظ أنَّك تبدو أصغر سنّاً.
- ستتخلَّص من الرائحة المزعجة.
- ستشعر بأنّك قمت بشيء يدعو للفخر.
- تتحسّن صحتك العامة، خاصةً إذا كنت تعاني من حالة مرتبطة بالتدخين.
كيف تتوقف عن التدخين ؟
أهم شيء يجب عليك فعله، هو أنْ تقرّر بنفسك أنَّك ستتوقّف عن التدخين. علماً أنَّ الغالبية العظمى من المدخنين يرغبون في التوقف عنه، وبعضهم يتمكنون من ذلك بسهولة، لكن بالنسبة للبعض الآخر، فإنه صراع حقيقي وصعب للغاية، حيث يكون التدخين إدماناً شديداً بالنسبةِ لهم. عموماً، هناك العديد من الطرق لمساعدتك في التوقف عن التدخين وأهمّها:
- اتخذ القرار: قبل أن تبدأ رحلتك للإقلاع عن التدخين، يجب أن تكون عازماً ومصمماً على التوقف. اتخذ القرار بشكل حازم واجعله قراراً نهائيّاً.
- حدد موعداً للإقلاع عن التدخين: قد يكون من الأفضل أن تختار يوماً خالياً من الضغوط والتوتر، حتى تتمكن من التركيز بشكل أفضل.
- استعن بالدعم: لا تحاول الإقلاع عن التدخين بمفردك. بدلاً من ذلك، ابحث عن دعم من الأصدقاء والعائلة. قد يكون من المفيد أيضا الانضمام إلى مجموعة دعم للمدخنين السابقين.
- أبقِِ يديك مشغولتين: عندما تشعر برغبة في التدخين، حاول تشغيل يديك بأنشطة أخرى. يمكنك مثلاً القراءة، أو القيام بتمارين رياضية، أو ممارسة هواية تشغل انتباهك.
- تجنب المواقف المثيرة: قد يكون هناك بعض المواقف أو الأماكن التي تشجع على التدخين. حاول تجنب هذه المواقف وابحث عن بدائل أخرى لقضاء وقتك.
- تذكر الأسباب: قبل أن تقرر الإقلاع عن التدخين، حاول تذكر الأسباب التي تدفعك للتوقف. قد تكون الصحة الجيدة، أو توفير المال، أو الحفاظ على صحة الأشخاص المحيطين بك.
- استعن بالعلاج النفسي: قد يكون من المفيد الاستعانة بالعلاج النفسي للمساعدة في الإقلاع عن التدخين. استشر أخصائي نفسي مؤهل للحصول على المساعدة اللازمة.
- كن صبوراً: قد يكون الإقلاع عن التدخين عملية طويلة وصعبة. كن صبوراً مع نفسك ولا تفقد الأمل. قد تحتاج لمحاولات متكررة قبل أن تتمكن من الإقلاع بشكل نهائي.
- استعن ببدائل النيكوتين أو السجائر الإلكترونية إذا لزم الأمر.
تذكر، الإقلاع عن التدخين يتطلب الإرادة والعزيمة. تحدى نفسك واهزم هذه العادة السيئة واستمتع بحياة أكثر صحة وسعادة.
المصدر
