زيادة إفراز اللعاب قبل الدورة الشهرية يمكن أن تكون ظاهرة مرتبطة بالتغيرات الهرمونية التي تحدث في الجسم خلال هذه الفترة. لفهم سبب حدوث هذه الزيادة، من المهم استعراض العمليات الفسيولوجية التي تحدث خلال الدورة الشهرية.
الدورة الشهرية هي جزء من النظام التناسلي الأنثوي وتتميز بتغيرات دورية تحدث بئريا لتهيئة الجسم لاحتمالية الحمل. هذه التغيرات تتحكم بها هرمونات مختلفة مثل الإستروجين والبروجسترون. خلال الدورة، هناك فترة تُعرف بالطور اللوتيئيني حيث ترتفع مستويات البروجسترون بعد الإباضة وقبيل الدورة الشهرية.
هذه الزيادة في هرمون البروجسترون يمكن أن تؤثر على العديد من الأعضاء والوظائف الجسدية، ويُعتقد أنها قد تؤدي إلى تحفيز إفراز الغدد اللعابية. علاوة على ذلك، البروجسترون له تأثيرات معروفة على أنسجة الجسم بما في ذلك الأغشية المخاطية والتي قد تصبح أكثر إفرازاً تحت تأثيره.
بالإضافة إلى التغيرات الهرمونية، قد يكون هناك عوامل أخرى تسهم في إفراز اللعاب خلال هذا الوقت. على سبيل المثال، بعض النساء يعانين من الغثيان خلال هذه الفترة، وهو ما قد يُحفّز رد فعل وقائي يزيد من إنتاج اللعاب. اللعاب يحتوي على مواد تساعد في حماية بطانة المعدة والأسنان من الحموضة، وبالتالي فإن الجسم قد يستجيب للغثيان بزيادة هذا الإفراز كآلية دفاعية.
من الممكن أيضاً أن تتأثر مستويات اللعاب بتغيرات في النظام الغذائي التي قد تحدث استجابة للتقلبات المزاجية أو الرغبات الشديدة في تناول أطعمة معينة، وهي ظاهرة شائعة قبل الدورة الشهرية. الأطعمة الحمضية أو الحلوة قد تحفز غدد اللعاب أيضاً، وتزيد من إنتاج اللعاب.
من المهم أن نذكر أنه إذا كانت زيادة إفراز اللعاب مفرطة أو تسبب قلقاً أو إزعاجاً شديداً، فمن الأفضل استشارة الطبيب. هناك حالات صحية معينة قد تُسبب فرط إفراز اللعاب كأعراض جانبية، وقد يكون من الضروري التحقق من وجود هذه الحالات لضمان العلاج الصحيح.
بشكل عام، إفراز اللعاب هو جزء طبيعي وضروري للجهاز الهضمي وصحة الفم، ولكن التغيرات في مستوى إنتاج اللعاب يمكن أن تكون مؤشراً للتغيرات الجسدية التي تمر بها المرأة. فهم كيفية تأثير الدورة الشهرية على الجسم يمكن أن يساعد النساء على التعامل مع هذه التغيرات بشكل أفضل وتحديد متى قد يكون من الضروري طلب المشورة الطبية.