في عالمٍ مثالي، سيكون فقدان الوزن عمليّة بسيطة. لكن في الواقع، الأمر معقَّد ويتطلب منك تغيير نظامك الغذائي، ونظرتك إلى الطعام، وكيفية ممارسة الرياضة أيضا. خل التفاح هو عنصر غذائي آخر يثني عليه الناس لقوته في تحسين الصحة العامة. وبالنسبة للعديد من الأشخاص، يمكن أنْ يكون خل التفاح أداة فعّالة لـ إنقاص الوزن. في بعض الحالات، قد يكون خل التفاح مفيداً في خفض مستويات السكر في الدم و كبح الشهية إذا تم تناوله مع الوجبات. عموما، إنَّ تناول الخل له فوائد صحية، لكن الكميات المفرطة يمكن أن تسبب مشاكل في الجهاز الهضمي. لذلك، من المهم معرفة ما هو خل التفاح وكيفية استخدامه بشكل مناسب.
ما هو خل التفاح ؟
خل التفاح يصنع من تخمير السكر الموجود في التفاح، مما ينتج حمض الخليك – يضاف هذا إلى الماء لصنع الخل. حمض الخليك هو المكون النشط الرئيسي في الخل والذي قد يكون السبب في فوائده الصحية المحتملة.
يمكن لحمض الخليك قتل البكتيريا الضارة ومنع تكاثرها، ولهذا السبب يستخدم الخل كمطهر وعامل حافظ. تحتوي بعض مستحضرات خل التفاح أيضا على مادة تسمى “اللب” ، وهي مصنوعة من بكتيريا “جيدة” والبروتينات والإنزيمات.
في الآونة الأخيرة، أشارت بعض الدراسات إلى أن تناول خل التفاح – ربما ملعقة صغيرة في اليوم أو إضافته إلى تتبيلات السلطة – يمكن أن يساعد في إنقاص الوزن.
في دراسة أجريت عام 2018، اتبع 39 شخصاص نظاماً غذائياً منخفض السعرات الحرارية لمدة ثلاثة أشهر – تناول بعض الأشخاص خل التفاح كل يوم بينما لم يتناول الآخرون أيا منه. في النهاية، فقدت المجموعة التي تناولت خل التفاح وزناً أكثر من المجموعة التي لم تفعل ذلك. ومع ذلك، كانت الدراسة صغيرة وقصيرة الأجل، ومن الصعب القول على وجه اليقين أن هذا هو السبب في فقدان الناس للوزن أكثر.
ما هي الفوائد الصحية لخل التفاح ؟
قد تسمع أنَّ الكثير من الناس يدّعون أنَّ خل التفاح له العديد من الفوائد الصحية ويمكن أنْ يساعد في مجموعة متنوعة من المشاكل الصحية. ولكن قد يكون من الصعب معرفة ما هو حقيقة وما هو ليس كذلك. فيما يلي بعض الفوائد الرئيسية لـ خل التفاح عندما يتعلق الأمر بـ إنقاص الوزن:
1. يزيد خل التفاح من حساسية الأنسولين
يُعتقد أنَّ خل التفاح يحسن حساسية الأنسولين. والإنسولين هو هرمون ينظم مستويات السكر في الدم، يكسر الدهون، ويساعد جسمك على تخزين الدهون للحصول على الطاقة. إذا كان لديك حساسية منخفضة للإنسولين – والمعروف أيضا باسم مقاومة الأنسولين – فهذا يعني أن جسمك ينتج المزيد من الأنسولين لأن أنسجتك لا تستجيب له بشكل صحيح مما يؤدي إلى زيادة السكر في الدم. يمكن أن تؤدي مقاومة الأنسولين إلى زيادة السكر في الدم وبالتالي الإصابة بمرض السكري من النوع 2.
تشير الأبحاث إلى أن شرب خل التفاح قد يساعد في تحسين حساسية الأنسولين، مما يسمح لجسمك بحرق الدهون بشكل أكثر فعالية.
تقول Reema Patel، أخصائية التغذية المسجلة في Dietitian Fit: “أظهرت بعض الأبحاث أن خل التفاح قد يساعد في تحسين حساسية الأنسولين أثناء تناول وجبة غنية بالكربوهيدرات، ممّا يؤدي إلى انخفاض مستويات السكر في الدم وإنتاج الأنسولين. هذا قد يساعد الأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع 2، ولكن لا يجب استخدامه كبديل للعلاج الطبي “.
من المهم ملاحظة أن الدراسة تضمنت عينة صغيرة جداً من 29 شخصاً فقط. بينما قد يساعد خل التفاح شخصاً مصاباً بمرض السكري من النوع 2، فإن اتباع نظام غذائي صحي، وتجنب الكربوهيدرات المكررة والسكر، وممارسة الرياضة بانتظام هو الطريقة الأكثر فعالية وصحية لتنظيم مستويات السكر في الدم وفقدان الوزن.
2. يساعد خل التفاح على الشعور بالشبع
يُقال أن خل التفاح قد يساعد في الشعور بالشبع لفترة أطول، مما قد يساعد في تقليل الشهية.
وجدت مراجعة للدراسات التي استكشفت الآثار قصيرة المدى لخل التفاح أن الأشخاص الذين تناولوه مع وجبة شعروا بالشبع لمدة 2 ساعة بعد تناول الطعام وتناولوا طعاماً أقل على مدار اليوم. ومع ذلك، لم تجد دراسات أخرى أجريت على فترات أطول أي صلة بين خل التفاح وقمع الشهية.
تقول ريم باتل، أخصائية التغذية المسجلة في Dietitian Fit: “إن البحث في الفوائد الصحية الشاملة لخل التفاح لا يزال في بدايته. لذلك، هناك حاجة إلى دراسات طويلة الأمد وذات جودة أفضل قبل أن يُقترح استخدامه على نطاق أوسع.”
بدلاً من الاعتماد على خل التفاح، قد يكون من الأفضل الالتزام بنظام غذائي صحي يحتوي على الكثير من الحبوب الكاملة، والتي تستغرق وقتاً أطول للهضم وتساعدك على الشعور بالشبع لفترة أطول.
3. يقلل خل التفاح من مستويات الكوليسترول في الجسم
أظهرت بعض الدراسات أن تناول خل التفاح يمكن أن يساعد في خفض مستويات الكوليسترول الكلي والدهون الثلاثية، وكذلك الكوليسترول الضار (LDL). ومع ذلك، فإن هذه الدراسات صغيرة وقصيرة الأجل، ومن الضروري إجراء المزيد من الأبحاث قبل أن نتمكن من الجزم بمدى فعالية خل التفاح في خفض الكوليسترول.
إذا كنت تفكر في تناول خل التفاح لخفض الكوليسترول، فمن المهم أن تتحدث إلى طبيبك أولاً. قد يكون خل التفاح غير مناسب للجميع، خاصةً الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في المعدة أو الكلى.
هل هناك أي سلبيات لخل التفاح ؟
بالطبع هناك العديد من النقاط السلبية لخل التفاح، وفيما يلي بعض التفاصيل المتعلقة بذلك:
الخل حمضي ويمكن أن يضر مينا الأسنان، لذلك يجب تخفيفه أو إضافته إلى صلصة السلطة بدلاً من تناوله بمفرده. قد يسبب أيضا اضطراباً وحرقة في المعدة.
يمكن أن يغير الخل أيضا مستويات الأنسولين لديك، لذلك يجب أن يكون الأشخاص المصابون بداء السكري حذرين ويتحدثوا إلى طبيبهم قبل تجربة أي مكملات أو تغييرات في النظام الغذائي قد تؤثر على أدويتهم.
بشكل عام، تكون نتائج الدراسات المرتبطة بتناول خل التفاح مختلطة. فمن غير المرجح أنْ يؤدي خل التفاح وحده – بدون اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام – إلى فقدان الوزن.
ولا يفوتني أن أُذكر أنَّ خل التفاح يحتوي على حمض الخليك، وهو حمض عضوي له العديد من الفوائد الصحية المحتملة. ومع ذلك، فقد يكون له بعض الآثار الجانبية، بما في ذلك:
- قيء
- غثيان
- إسهال
- حرقة في المعدة
- اضطراب المعدة
- تآكل مينا الأسنان
- زيادة خطر النزيف
- انخفاض ضغط الدم
- انخفاض مستويات البوتاسيوم في الدم
كيفية تناول خل التفاح
فيما يلي بعض النصائح لتناول خل التفاح بأمان:
- لا تشرب خل التفاح المركز، لأنه قد يكون ساماً.
- تجنب تناول خل التفاح على معدة فارغة، لأنه قد يسبب حرقة في المعدة.
- ابدأ بتناول ملعقة صغيرة من خل التفاح المخفف في الماء قبل الوجبات.
- إذا لم تعاني من أي آثار جانبية، يمكنك زيادة الجرعة تدريجياً إلى ملعقتين صغيرتين أو ثلاث ملاعق صغيرة يومياً.
- إذا كنت تعاني من أي مشاكل صحية، تحدث إلى طبيبك قبل تناول خل التفاح.
المصدر
